جريدة الغد | مصدرك الأول لأخبار الأردن والعالم

 
 
 
 
طرود خير مجهزة لتوزيعها على أسر محتاجة بالغور الجنوبي-(ارشيفية)

المساعدات الخيرية بالأغوار.. هل كرست ثقافة الاتكالية؟

وادي الأردن- فيما تعد مؤسسات المجتمع المدنى إحدى أهم القوى الفاعلة بالنهوض بالمجتمعات ومساعدة الفقراء والفئات المهمشة، إلا أن اقتصار دور غالبية الجمعيات الخيرية على تقديم المساعدات العينية والنقدية لا يعكس الأهداف والتطلعات التي أنشئت من أجلها. السياسة التي تنتهجها الجهات المعنية بمحاربة الفقر سواء كانت حكومية أو مؤسسات مجتمع مدني تقوم على تقديم الدعم والمساعدة والعمل الخيري، وقليلا ما تقفز إلى محاور التمكين وتعزيز القدرة على الحصول على فرص عمل من خلال التدريب والتأهيل وإقامة المشاريع الصغيرة، الأمر الذي دفع أعدادا كبيرة للاعتماد على الدعم بدلا من التوجه للعمل. تقول رئيسة إحدى الجمعيات الخيرية كوثر العدوان "الصورة الذهنية لدى الفئات المستهدفة مبنية على قدرتها على الحصول على المساعدات سواء المساعدات العينية أو النقدية، في حين أن قيام الجمعيات بأي أنشطة أو برامج تهدف إلى النهوض بالواقع الاقتصادي لا يلقى اهتماما في العادة"، مضيفة، "تفعيل الدور التنموي للحد من ظاهرة الفقر والبطالة يصطدم بالعديد من العوائق كعدم وجود موارد كافية تمكنها من أداء رسالتها". وتؤكد، "يوجد خلل في منظومة العمل التطوعي والخيري على صعيد المؤسسات الرسمية أو مؤسات المجتمع المدني، إذ إن الدعم المتكرر والمنتظم سواء كان شهريا أو موسميا خلق حالة من الاتكالية والكسل لدى البعض حتى وصل الحال بهم إلى الركون للمساعدات وعدم محاولة التغيير"، مبينة، "في المقابل فإن عددا من المؤسسات العاملة في هذا المجال لا تزال غير قادرة على تطوير أدائها لتتخطى حاجز تقديم المساعدات فقط". وتنوه رئيسة جمعية خيرية مريم الهويمل إلى أن التحول إلى لعب الأدوار التنموية يحتاج إلى كلف مادية وخبرات ومهارات لدى العاملين، لافتة إلى أن الدعم المقدم للجمعيات الخيرية بالكاد يغطي النفقات الإدارية كأجرة المبنى وفواتير الكهرباء والماء. وتضيف إن أي جمعية تعمل على هذا المحور تحتاج إلى متطوعين مؤهلين ومصاريف كثيرة، حتى إن التشبيك مع المنظمات الدولية والإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني يتطلب توفير الدعم اللوجستي، والجمعيات بوضعها الحالي غير قادرة على ذلك، لافتة إلى الفئات المستهدفة تنظر للجمعيات على أنها فقط لتقديم المساعدات الإنسانية ولا يهتمون بأي أنشطة أخرى. وتوضح الهويمل أن غياب المردود المادي الثابت وتراجع المساعدات حدّا من قدرة الجمعيات على تنفيذ أي برامج أو مبادرات تنموية، حتى وإن وجدت الأفكار البناءة، مشددة على ضرورة توفير إدامة الأدوات الضرورية لمساعدة الجمعيات على الأدوار المنشودة. ويرى الخبير في مجال التنمية الاجتماعية حسان العدوان أن المساعدات النقدية المتكررة أسهمت نوعا ما في خلق حالة من الاتكالية لدى بعض الفئات المهمشة، قائلا "عوامل عدة تؤثر في التحول إلى عنصر فاعل في المجتمع كغياب الوعي لدى الفئات المستهدفة والعادات والتقاليد وعدم وجود إمكانات مادية لدى الجهات العاملة في المجال الخيري للنهوض بواقع المجتمعات المحلية، ناهيك عن القصور الإداري لغالبية القائمين عليها وافتقادهم للخبرات والأدوات اللازمة لتبني أفكار هادفة وأدوار فاعلة". ويؤكد، المطلوب في هذه المرحلة تعظيم الدور التنموي بالتوسع في إقامة المشاريع الصغيرة للشباب العاطل وتوفير المشاريع البسيطة للفئات الأشد فقرا والمعدمة وضرورة إيجاد البيئة المناسبة لنجاح هذه المشاريع"، قائلا "لدينا تجارب سابقة كثيرة لجمعيات خيرية ومؤسسات مجتمع مدني دفعت للعمل بهذا الاتجاه إلا أن غياب الرقابة والمتابعة وإغفال بعض الجوانب أسهم في فشلها". ويشير حسان إلى أن الواقع الحالي للجمعيات ا

برامج الغد