على وقع رصد وفد أوروبي لانتهاكات الاحتلال... الفلسطينيون يحتشدون لحماية "الأقصى"

موقع حديقة سبسطية الأثري شمال نابلس بالضفة الغربية المحتلة يعتزم الاحتلال الاستيلاء عليه-(أرشيفية)
موقع حديقة سبسطية الأثري شمال نابلس بالضفة الغربية المحتلة يعتزم الاحتلال الاستيلاء عليه-(أرشيفية)
 تزامنا مع اطلاع وفد دبلوماسي أوروبي عن كثب على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتأكيده حق الوجود الفلسطيني على أرضه، يتقاطر الفلسطينون اليوم وغدا، للاحتشاد الواسع بالمسجد الأقصى المبارك لحمايته والدفاع عنه ضد مخطط المتطرفين لتنظيم اقتحام جماعي لباحاته.اضافة اعلان
وتزامنت زيارة الوفد الأوروبي أمس لأحد بلدات الضفة الغربية، مع حشد الجماعات المتطرفة لأنصارها من المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى وتنفيذ الجولات الاستفزازية وأداء الصلوات التلمودية المزعومة في ساحاته للاحتفاء بما يسمى "عيد الأسابيع" المزعوم، في إطار مسعاها لتكريس الانتهاكات والطقوس التلمودية داخل "الأقصى"، عبر محاولة تقديم القرابين النباتية، قبل الاقتحام.
وتكثفت الدعوات الفلسطينية "للنفير العام والاحتشاد الواسع" بالمسجد الأقصى وإبقاء الوجود الفلسطيني حيا في مدينة القدس المحتلة للتصدي لانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه لاستباحة حرمة المسجد وتهويد المدينة. 
وأطلق نشطاء مقدسيون مناشدات ودعوات لشد الرحال والاعتكاف في المسجد الأقصى، اليوم الخميس، وإحياء الصلوات داخل باحاته والتواجد المكثف فيه، للوقوف في وجه دعوات ما تسمى "بجماعات الهيكل"، المزعوم، لاقتحام المسجد بمناسبة إحياء عيدهم المزعوم.
كما انطلقت دعوات مقدسية لإحباط تحضيرات المستوطنين لاقتحام كبير للمسجد الأقصى، غدا الجمعة، تزامنا مع عيدهم المزعوم، مؤكدة ضرورة إفشال مخططات الجماعات الاستيطانية المتطرفة، وتجهيزاتها لحشد أكبر عدد من المستوطنين لاقتحام الأقصى.   
ولنفس الغرض؛ دعا الفلسطينيون للمشاركة الواسعة في الفعاليات الشعبية وإشعال المواجهة في جميع نقاط التماس مع الاحتلال بالضفة الغربية، لمواجهة مخطط اقتحام الأقصى.
وأكد الحراك الشبابي في فلسطين ضرورة المشاركة الواسعة في الفعاليات وإشعال المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي غدا الجمعة.
وقال نائب المدير العام للأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، ناجح بكيرات، إن حكومة الاحتلال المتطرفة تستند إلى خطة ممنهجة تعمل على زيادة الانتهاكات بحق المسجد الأقصى ومحاصرة البلدة القديمة وتجفيف الوجود المقدسي فيها.
وبين أن الاحتلال يهدف لإبقاء مدينة القدس في حالة اضطراب بهدف تغيير الواقع فيها، مؤكدا ضرورة إبقاء الوجود الفلسطيني حي في مدينة القدس والمسجد الأقصى، وتوحيد الجهود لنصرة "الأقصى"، وإحباط مخططات الاحتلال الصهيوني التهويدية.
جاء ذلك على وقع اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، ونظموا جولات استفزازية في باحاته وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية منه، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة.
وتواصل شرطة الاحتلال سياسية التضييق على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، وتدقق في هوياتهم الشخصية، وتحتجز بعضها عند بواباته.
في حين واصلت قوات الاحتلال عدوانها ضد القدس المحتلة، حيث اقتحمت برفقة جرافاتها وطواقمها العدوانية، بلدة جبل المكبر، وأغلقت بعض شوارعها، تزامنا مع اقتحام قرية صور باهر، جنوبا، تمهيدا لمصادرة أرض فلسطينية فيها، وسط شن حملة اعتقالات بحق عدد من المقدسيين.
من جانبه؛ قال الناطق باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، إن العدو الصهيوني عامل تهديد لكل المنطقة، ويشكل خطرا حقيقيا على الأمة العربية والإسلامية، داعيا إلى شد الرحال للمسجد الأقصى المبارك لحمايته والدفاع عنه ضد عدوان الاحتلال واقتحامات مستوطنيه.
وفي الأثناء؛ قال ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين، سفين كون فون بورغسدورف، إن أرض بلدة سبسطية شمال نابلس، بالضفة الغربية، أرض فلسطينية محتلة بمجملها، وللفلسطينيين الحق في البقاء فيها.
جاء ذلك خلال زيارة لوفد من الاتحاد الأوروبي، ضم 20 ممثلا عن الدول الأوروبية وقناصل ونشطاء سلام، أمس، إلى سبسطية للاطلاع على ما تتعرض له البلدة وقرية برقة شمال غرب نابلس، من انتهاكات إسرائيلية، خاصة للمناطق الأثرية.
وشدد بورغسدورف على الوقوف "مع المواطن الفلسطيني في كل ما يواجهه في جميع المناطق، وكلها محتلة وللفلسطيني الحق في البقاء فيها"، مؤكدا أن "سبسطية أرض فلسطينية، فيما سلطات الاحتلال ملزمة بموجب القانون الدولي بعدم القيام بأي إجراء مخالف"، حيث "أن أي إجراءات ومخططات إسرائيلية تتم فيها مخالفة للقانون الدولي".
وأوضح أن "شرعنة عودة المستوطنين إلى المستوطنات المخلاة مخالف لقرارات المحكمة العليا الإسرائيلية بحد ذاته، وكذلك للقانون الدولي، وأن الاستيطان بكل أشكاله مخالف أيضا".
ودعا بورغسدورف "سلطات الاحتلال للتوقف عن هذه الإجراءات والقرارات وعن العنف، ومنع اعتداءات المستوطنين المرفوض، وعليها كقوة احتلال حماية الفلسطيني من هذه الإجراءات".
وكانت حكومة الاحتلال، صادقت على تخصيص نحو 10 ملايين دولار للاستيلاء على موقع حديقة سبسطية الأثري، ووفقا للمقترح، ستقوم ما تسمى "سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية" ببلورة خطة إعمار وترميم خلال 60 يوما، بما في ذلك إقامة مركز سياحي يهودي في المكان، وشق شارع التفافي داخل المنطقة الأثرية ليخدم الحركة الاستيطانية، ووضع شباك وسياج وكاميرات حماية وبرج عسكري داخل المنطقة الأثرية، إضافة إلى التنقيب عن الآثار.