الأول من حزيران

قبل عامين، احتفلت الدولة الأردنية بدخولها المئوية الثانية، وأثبتت للعالم بأنها دولة راسخة بقواعد ثابتة عمادها قيادة هاشمية حكيمة وشعب متعلم واع لما يدور في محيطه من أخطار. كما احتفلت، قبل أقل من أسبوع، بعيد استقلالها السابع والسبعين، وهي المناسبة الوطنية التي نعيشها ونحتفي بها في كل عام، نستذكر فيها الإنجازات التراكمية التي تحققت عبر العقود الماضية، ونؤكد فيها تمسكنا بهويتنا وثوابتنا الوطنية وقضيتنا المركزية «القضية الفلسطينية»، ونتطلع للمستقبل بعين التفاؤل. إلا أن الأول من حزيران من هذا العام سيكون يوماً مختلفاً ونحن في الأردن نستعد لاحتفال نوعي وفريد منذ بداية هذا القرن، وهو يوم فرح الأمير العربي الهاشمي الأردني الحسين بن عبد الله الثاني ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية. يأتي هذا الاحتفال في لحظة تاريخية فارقة في تاريخ الدولة الأردنية المزدحم بالأحداث المختلفة.

اضافة اعلان


إن الأحداث جميعها التي تجري على الساحة الدولية وفي المنطقة لم تمنع الأردنيين من التعبير عن سعادتهم وفرحهم بهذه المناسبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والأحاديث التي تجري بالمناسبات الاجتماعية المختلفة. إن المتابع لوسائل التواصل والمناسبات، يصبح على يقين بأن أفراح الأردن المتوالية، وخاصة زفاف سمو ولي العهد، أصبحت محور الحديث لشرائح المجتمع الأردني كافة، وهذا أمر طبيعي من شعب متمسك بثوابت دولته وملتف حول قيادته، كما ومن الطبيعي أيضاً أن يحتفي الأردنيون بزفاف سمو ولي العهد كرمز وطني من رموز الدولة الأردنية ومستقبلها.


لقد زاد من سعادتي ذلك الشعور الجميل بالفرح الذي عبر عنه أعضاء الوفود العربية، وعلى رأسهم سعادة السفير محمدي الني، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، الذين كنت قد التقيتهم في اليومين الماضيين خلال مشاركتي في أعمال الدورة الـ57 للاتحادات العربية النوعية المتخصصة وأعمال المؤتمر العربي الثامن للتدريب والتعليم المهني والتقني، مباركين للأردن والأردنيين والقيادة الهاشمية بعيد الاستقلال وزفاف سمو ولي العهد، متمنياً له السعادة وللأردن مزيدا من التقدم والازدهار.


حديث كان في غاية الروعة، وكم هو جميل وأنت تسمع منهم أن الأردن هو وطن العرب والحضن الدافئ (كيف لا وهو الوطن الوحيد الذي يرفع جيشه شعار الجيش العربي)، الوطن الذي يحتضن الجميع منذ بداية نشأته وعن حكمة قيادته الهاشمية الفريدة وعن الأوراق النقاشية لجلالة الملك ومبادرات سمو ولي العهد للنهوض بالتعليم، وخاصة التقني والمهني منه.


ونحن في الأردن، إذ نعيش هذه الأيام أجمل أيام الفرح المنتشرة في أرجاء الوطن كافة، متسلحين بالإيمان والأمل بمستقبل الدولة الأردنية وبتحقيق أهداف مبادرات الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي خلال السنوات القليلة المقبلة، لتحقيق الرؤى الملكية السامية.


نبارك لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبد الله ولسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله والآنسة رجوة  سيف، مؤكدين أن حفل زفاف الأمير في الأول من حزيران سيكون علامة فارقة في تاريخ الأردن الحديث، متمنياً لهم موفور الصحة والسعادة وللأردن القوة والمنعة والتقدم والازدهار.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا