الدلالات السياسية والوطنية للزفاف الملكي

زفاف ملكي رفيع نبيل راق شهدناه قبل يومين. كان الجميع فرحا محتفيا بوطنه وولي عهده. الجهات والأجهزة المعنية كافة عملت معا، تكاملت لترسم صورة زفاف ملكي نفخر جميعا به، سيشاهد تفاصيله أولادنا وأحفادنا. ظهر الأردن على ما هو وما يستحق أن يكون؛ بلدا مهيبا منظما مرحبا بالضيوف، كريما بكرم شعبه، يلتفون حول ملكهم يفرحون لفرحه بزفاف نجله الأكبر ولي عهد الأردن وجندي من جنوده الأشاوس الذائدين عن الأرض والعرض. العالم بأسره نقل أخبار الاحتفال الأردني والزفاف الملكي، لحبهم للأردن ولمكانة ملكه عندهم.

اضافة اعلان


في البعد الوطني للزفاف يقال الكثير، فقد فرح الأردنيون ورسموا حالة من الالتفاف حول قيادتهم، نشهدها في كل أيام الوطن الكبيرة كيوم الزفاف الملكي. هذا تجسيد لحالة التلاحم والتناغم بين الهاشميين وشعبهم، وقد كانت هذه الحالة على طول عمر الحكم الهاشمي أينما حكموا، فكانوا قريبين للناس متواضعين لهم. الزفاف أيضا جسد بعدا تقليديا مهما في تقاليد الأعراس الأردنية، من ليلة الحناء لسهرة العريس وحمامه، ثم الزفة والقرا، فكتب الكتاب والموكب.

 

هذه هي أعراس الأردنيين وقد جسدها الزفاف الملكي بأبهى صورة. الزفاف أيضا كان ذا بعد عسكري مهيب، فالعريس نقيب بالجيش العربي، ورفاقه في السلاح احتفلوا به في كل محطة، وللجيش رمزية كبيرة للاحتفال بهذه المناسبة، فهم يحتفلون بولي عهد الأردن، وأيضا بنقيب في صفوف الجيش. فرحة الضباط وضباط الصف بزفاف رفيقهم كان من أجمل تفاصيل الزفاف التي حملت الكثير من المعاني الوطنية.


أما البعد السياسي الدولي فلا يقل أهمية، فقد وفدت لنا أعداد كبيرة من الوفود الرسمية من العائلات الحاكمة العربية والأجنبية، كما ممثلين عن الدول ورؤسائها. أتوا ليشاركوا الأردن فرحته مدركين أهمية هذه المناسبة سياسيا ووطنيا. هم أتوا لأن ثمة علاقة تربطهم مع الملك أو الملكة أو ولي العهد، ولأنهم يدركون أن قيادة الأردن السياسية تستحق أن يحتفل معها. هم أتوا أيضا لأن الملك والملكة وولي العهد لا يقصرون مع الأشقاء والأصدقاء، يشاركونهم أفراحهم ومناسباتهم الوطنية. وإضافة لكل ما سبق، فمشاركة العالم تقديرا واحتراما للأردن ومكانته ومواقفه، ومنظومته القيمية النبيلة، التي انحازت دوما للقيم الإنسانية والعربية القويمة، وكانت قوة دافعة للخير والعدل، تقدم الطروحات والمواقف السياسية الموضوعية الصادقة والاحترافية. أتى العالم ليحتفل معنا ويقول إنه يحترم هذا البلد ويقدره، ويفرح لفرحه بزفاف ولي العهد القائد الذي يقف على يمين الملك ويشد من عضده.


أيام كبيرة مرت علينا، فرحنا بها ونستحق أن نفرح، رسمنا صورة بهية لبلدنا وقيادتنا، فتحية إجلال لكل من أسهم بإنجاح هذا الحدث، من أصغر موظف الى من اتخذ القرارات الكبيرة الحساسة، نقول لهم جميعا بيض الله وجهكم، تستحقون قبلاتنا على جباهكم، وللملك والملكة وولي العهد نقول بالمباركة والإجلال لأنكم رفعتم مكانة الأردن والأردنيين، تجسدون المعاني الأردنية النبيلة بأعمق وأبهى صورها.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا