تصاعد الحرب الباردة في إقليمنا

في الأيام الماضية ظهرت وبصورة واضحة تجليات الحرب الباردة في إقليمنا بين طرفيها الجمهورية الإيرانية وإسرائيل، وتزايدت حدة التراشقات والتصريحات بين الحين والآخر، خصوصا أن إيران تعمل على قدم وساق لتخصيب اليورانيوم.

اضافة اعلان


إلا أن ارتفاع حدة التوتر وحرب التصريحات جاءت بشكل علني بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من اتفاق النووي الإيراني في أواخر أيام حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي من بعدها أعلنت إيران بشكل صريح عودتها للتخصيب، وهذا ما أثار الدولة العبرية التي تعتبر أن امتلاك إيران للسلاح النووي يعرض أمنها للخطر.


فيما تشير مجمل التصريحات والأخبار في الأيام الاخيرة إلى أن إيران وصلت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى ما يزيد على 90 %، وهذا ما أثار حفيظة إسرائيل التي بدأت بإرسال رسائل تهديد صريحة وواضحة.


مقابل ذلك، يصعب على إسرائيل المغامرة بأي حرب يمكن أن تدخلها في معمعة لن تخرج منها بسلام وسهولة لعدة عوامل عديدة خارجية وداخلية تؤكد ذلك، خصوصاً أن الإدارة الأميركية لا تنسجم بشكل واضح مع كافة ملفات الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى أن المعطيات الظاهرة تشير إلى أن إيران ليست بالقوة العسكرية السهلة، كما أنها في الوقت ذاته تعتمد على أدوات سياسية وعسكرية من خلال حلفائها بالمنطقة سواءً حزب الله على حدود إسرائيل، أو داخل الأراضي المحتلة حماس والجهاد الإسلامي، هذا دون التطرق إلى داخل الضفة الغربية وما يمكن أن يطرأ حال نشوب أي حرب، بالإضافة إلى ذلك، نرى أن إسرائيل حذرة كل الحذر داخلياً بسبب المعارضة لسياسة الحكومة اليمينية تحت مسمى التعديلات القضائية وما جال حولها من حركات ومظاهرات.


تعمل إسرائيل على استعراض القوة من خلال عملياتها العسكرية المحسوبة والدقيقة تجاه غزة، وتعلم أروقة الحكم فيها، كل العلم، أنه ليس بمقدورها دخول حرب مفتوحة وشاملة مع أي طرف، رغم الإمكانيات العسكرية، كما أن دخولها في حرب جديدة تعني لها الكثير من الخسائر على أرض الواقع، لن تعود عليها بنتائج إيجابية على الإطلاق.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا