ليست مجرد خريطة،،،

سائد كراجة- تصوروا لو صرح وزير أردني أنه لا يعترف بدولة إسرائيل ويعتبر الضفة الغربية أرضًا أردنية! تصوروا لو صرح وزير الأوقاف مثلا أن زوال إسرائيل هو حتمية قرآنية! لكانت الدنيا قامت ولم تقعد وكنا صرفنا الوزير خلال سويعات، وسيكون وزير خارجيتنا في تل أبيب يعتذر، وإنقاذا للموقف قد يعلن أن الوزير المعني مختل عقليا! الخريطة التي ظهرت مع وزير المالية الإسرائيلي من فرنسا خريطة قديمة، وهي شعار منظمة عسكرية تأسست عام 1931 منظمة إتسيل، وهذه المنظمة تعتبر أن دولة إسرائيل تشمل فلسطين التاريخية ومملكة الأردن، وتعتمد العمل المسلح لتحقيق هذه الخريطة، ويكفي التذكير بأن خريطتهم مستمدة من شعار منظمة الإرغون وزعمائها جابوتنسكي وبيغن الإرهابيين العالميين! والأهم أن شعار منظمة إتسيل شعار توراتي يحدد دولة إسرائيل بمساحة فلسطين التاريخية والأردن وأجزاء من سورية والعراق وجزء من السعودية، وقد صَكّت إسرائيل هذه الخريطة على عملتها، وهي جزء من وجدانها الديني! عندما وقعنا مع إسرائيل معاهدة السلام عام 1994، توهمنا أننا نوقع مع دولة علمانية، لا تقيم للمقولات الدينية في السياسة أي قيمة لنكتشف أن إسرائيل التي نتعامل معها وخاصة منذ عهد نتنياهو هي دولة تقوم على مقولات دينية بحتة، وبالعكس لا قيمة للقوانين ولا للمعاهدات إن تعارضت مع الفكر التوراتي الديني فيها. ولهذا فإن وزير المالية سموترتش في تصريحاته عن محو بلدات فلسطينية من الوجود وعن محو الشعب الفلسطيني كله، واعتباره وهما، إنما هو منسجم مع عقيدته الدينية الصهيونية وأن « فقه المحو» الذي يصرح به يشمل الأردن، فهو متجاوز مشروع الترانسفير وترحيل الفلسطينيين للأردن بل إنه يعتبر مملكة الأردن جزءا من دولة إسرائيل الكبرى التوراتية يا قوم، منذ صفقة القرن والرسائل الأميركية والصهيونية تتوالى عن تحول واستدارة في التعامل مع الأردن، وتطور استعداد صهيوني أميركي، خاصة الاتجاه اليميني المتصهين في الحزب الديمقراطي لتصفية القضية على حساب الأردن واستقراره، لا بل على محوه من الوجود، فإن الموقف الذي عبر عنه وزير المالية يعتبر ممثلا لموقف شريحة واسعة من المجتمع الصهيوني في دولة الكيان. ردنا الشعبي ورد جيشنا: خسئوا جميعا، وهذا أمر دونه الرقاب، ولكن، عيب، نعم أقولها بصراحة عيب صريح وصارخ اكتفاء موقف الخارجية الأردنية على الشجب والاستنكار أمام تصرفات الحكومة الصهيونية العنصرية الفاشية التوسعية! حتى السفير الأميركي في إسرائيل خرج عن طوره عندما سمع تصريحات سموترتش حول حوارة وقال عن وزير المالية: إنه غبي ويتمنى أن يلقيه من الطائرة! علينا أن نسجل مطالب واضحة أقلها إعلان أميركي إسرائيلي بالالتزام بالقرارات الدولية حول حدود دولة الكيان كما أقرتها قرارات الأمم المتحدة وأهمها قرار التقسيم 181 بالإضافة إلى إقالة هذا الوزير واعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي وإعلان واضح باستنكار الخريطة والتعهد بتجريم استخدامها من أي طرف كان، وإزالة هذه الخريطة من المناهج الدراسية لدولة الاحتلال وتغطيتها بالحبر الأسود فورا أينما وجدت! وبعكس ذلك طرد السفير وتعليق الاتفاقية تمهيدا لحلها. توالي استفزاز الأردن واختبار صبره الذي خرج عن الدبلوماسية ليدخل في الرضوخ لم يعد مقبولا والمعاهدة غير مقدسة أيضا، ألا تعتبر تصرفات وزير مالية إسرائيل ضد الأردن بنفس خطورة الاعتداء على مشعل! تذكروا معي جنابكم! المقال السابق للكاتب الانقلاب السعودي الكبير،،،اضافة اعلان