مؤتمر المدن المستدامة: الحاجة لمساكن تراعي الحقوق والمناخ

سارة هب مديرة المشروع الاقليمي للطاقة والمناخ في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مؤسسة فريدرش ايبرت الالمانية
سارة هب مديرة المشروع الاقليمي للطاقة والمناخ في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مؤسسة فريدرش ايبرت الالمانية

بات تحقيق انتقال عادل نحو مساكن مراعية للحقوق، ومقاومة للمناخ، وخالية من الكربون، أمراً ملحاً لمواجهة الأزمة المناخية التي تهدد فرص التمتع بالحق في سكن لائق في المنطقة.

اضافة اعلان


هذا ما أكده مشاركون في مؤتمر المدن المستدامة الإقليمي الثاني عشر، أمس، داعين الى "تعزيز التنسيق بين السياسات وخيارات الاستثمار، وأن تتولى الحكومات المحلية دورها في بناء مدن خضراء قادرة على الصمود وشاملة للجميع".


وفي المؤتمر الذي عقده المشروع الإقليمي للطاقة والمناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة "فريدرش ايبرت" الألمانية، أعلنت أمانة عمان الكبرى عن "قيام فرقها حالياً بدراسة المخطط الحضري لمسار مشروع تطوير بنية تحتية خضراء متكاملة داعمة لبرامج الاستثمار، والتطوير في مجال التنقل، والتخطيط الحضري".


وقالت مدير المشروع الإقليمي للطاقة والمناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة "فريدرش ايبرت" الألمانية سارة هب "إن المؤسسة، وعلى مدار الأعوام الـ12 الماضية سعت الى تعزيز التعاون الإقليمي، وجمع الممارسين، والخبراء، وممثلي المجتمع المدني، والمسؤولين الحكوميين لتبادل الخبرات في مجال المدن المستدامة".


ولفتت إلى أن "المؤتمر سيناقش على مدار يومين الانتقال الحضري العادل بمختلف حيثياته بدءاً من التخطيط لهذه المرحلة، والتنقل، والذكاء الاصطناعي، والطاقة، والبنية التحتية الخضراء، والعمالة". 


وبينت "أن هنالك الكثير من المبادرات والبرامج في المنطقة، وإذا تمكنا من التشبيك وخلق أوجه التآزر والتواصل، فإننا سننجح في جلب الاهتمام، والموارد اللازمة، مع تحفيز الإرادة السياسية لتنفيذ إجراءات الانتقال الحضري العادل في مدن الإقليم".


وأضافت "أن المدن كانت تتجاهل احتياجات العديد من المجموعات السكانية مثل النساء، وكبار السن، والفقراء، لأنها صممت من قبل الرجال لتلبية احتياجاتهم فقط، وذلك قبل إدراكنا لظاهرة التغير المناخي".


ولكن، بحسب قولها "مع ما نشهده من تبعات للتغيرات المناخية، فإن انعدام العدالة داخل المدن بات ملحوظاً، وهو ما يدفعنا الى ضرورة التفكير في إعادة تأهيل المدن وبالتشاركية مع الأفراد ليكونوا قادرين على العيس في منازلهم".


ومن جانبه، أكد أمين أمانة عمان الكبرى د. يوسف الشواربة "أنه رغم ما تشهده العاصمة عمان من نمو وتطور في مجالات عدة، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجه هذا الأمر مثل النمو السكاني المتزايد كنتيجة مباشرة لموجات اللجوء المتكررة"، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن "آثار التغير المناخي، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية تعد من المعضلات التي تواجه ذلك النمو".


ولفت، خلال افتتاح فعاليات المؤتمر، إلى "أن ثمة حاجة لبذل الجهود كافة الممكنة لمواكبة هذا النمو المتسارع، من خلال خطط وبرامج تعزز من جودة الحياة، وبناء مدينة منعة ومستدامة".


وتسعى أمانة عمان بشكل متواصل لتحسين أدائها ورفع مستوى خدماتها عبر ربط خططها الاستراتيجية مع الأهداف الوطنية، والتنمية المستدامة، والخطة الحضرية الجديدة، وبالمواءمة مع رؤية التحديث الاقتصادي.


ومن بين الأمور التي تعمل عليها فرق الأمانة في الوقت الحالي، بحسب ما أعلن "إجراء دراسة المخطط الحضري لمسار مشروع تطوير بنية تحتية خضراء متكاملة داعمة لبرامج الاستثمار، والتطوير في مجال التنقل، والتخطيط الحضري".


ويناقش المؤتمر، على مدار يومين، مواضيع عدة، من بينها البنية التحتية منخفضة الكربون، واستراتيجيات المناظر الطبيعية للمدن، والانتقال الحضري العادل في مدن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.


وبدروها، أكدت وزيرة البيئة الألمانية السابقة الدكتورة باربرا هندريكس "ضرورة الشمولية في تصميم مدن المنطقة وبطريقة تضمن حصول جميع أفراد المجتمع على الخدمات بطريقة عادلة وشمولية مع التركيز على مواضيع النقل والتنقل".


ويتناول 120 مشاركاً من دول الأردن، الكويت، مصر، المغرب، تونس، لبنان والإمارات خلال سبع جلسات نقاشية حول دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تصميم وتطوير مدن المنطقة، والتعاقب الحضري للمدن المستدامة، والمشاريع والتطبيقات التي تساعد على استدامة المدن.

 

اقرأ المزيد : 

7 مبادرات لتطوير مفهوم "مدن المستقبل"