الرياضة.. نهضة تمنح صورة مشرقة للمملكة

جلالة الملك خلال متابعته لإحدى مباريات دوري كرة القدم
جلالة الملك خلال متابعته لإحدى مباريات دوري كرة القدم
بلال الغلاييني

عمان - عكست الرياضة الأردنية وجها مشرقا لنهضة الأردن وتطوره منذ الاستقلال وحتى الآن، لتؤكد وتجسد التطور المستمر للمملكة على مختلف الصعد.اضافة اعلان
ويحتفل الأردنيون في الخامس والعشرين من أيار (مايو) من كل عام، بعيد الاستقلال، الذي تتجدد فيه معاني الفخر والاعتزاز لدى الأردنيين جميعا تجاه وطنهم، متطلعين بعزم وثقة إلى المستقبل الأفضل، بقيادة عميد آل البيت جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
وتمثل الرياضة الأردنية إحدى الصور البارزة لنهضة الأردن وتطوره، وتعد الإنجازات الرياضية نقطة مضيئة في مسيرة الاستقلال الأردني، التي يفتخر بها كل مواطن أردني، بعد أن وجدت كل الدعم من قائد الوطن؛ حيث يحرص جلالته على تشجيع الرياضيين وتكريمهم، ووقفت الأسرة الهاشمية على الدوام، خلف نجوم الوطن في الملاعب.
ومارس أصحاب الجلالة والسمو في الأسرة الهاشمية، الرياضات بأنواعها، مما كان له الأثر الكبير في تطوير الرياضة من خلال تقديم الدعم الكبير والمتواصل لهذا القطاع وللعاملين فيه، والحرص على تجهيز الملاعب والمنشآت والأندية، وإقامة البطولات، والمشاركة في المسابقات العربية والآسيوية والدولية.
ولعل تولي أصحاب السمو الأمراء العديد من الاتحادات الرياضية، تأكيد آخر على الدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة الأردنية من قبل الهاشميين؛ حيث يحرص أصحاب السمو الأمراء على متابعة الرياضيين والوقوف خلفهم وتشجيعهم في تحصيل النتائج الكبيرة لمختلف الألعاب الرياضية.
اهتمام هاشمي وإنجازات
ونتيجة لهذا الاهتمام الهاشمي، أصبحت الرياضة من أبرز معالم نهضة الأردن الحديث، وظلت الإنجازات الرياضية مصدر اعتزاز الأردنيين بعد أن حظي الرياضيون من الجنسين بدعم قائد الوطن، وبالتكريم المادي والمعنوي من الأسرة المالكة التي لطالما شجعت أبطال الرياضة في الملاعب والصالات الرياضية.
وسعت رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، إلى تحقيق النهضة الرياضية والشبابية الشاملة؛ حيث إن وجود البنية التحتية من المدن الرياضية في محافظات المملكة كافة دليل على هذه الرؤية الناجحة التي أسهمت كثيرا في تطوير الحركة الرياضية والشبابية في مفهومها الشامل، وتحقيق الشباب الأردني للإنجازات الرياضية في مختلف المناسبات الرياضية وخصوصا الدولية، مثلما تواجدت الرياضة الأردنية في المحافل الرياضية المهمة، وخصوصا دورة الألعاب الأولمبية؛ حيث سطع العلم الأردني في هذه الدورات، بل رفرف العلم الأردني على منصات التتويج، ولأول مرة، عندما أحرز نجم التايكواندو أحمد أبو غوش الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في البرازيل في العام 2016، ثم حصل لاعب المنتخب الوطني للتايكواندو صالح الشرباتي على الميدالية الفضية في أولمبياد 2020، وحصل لاعب المنتخب الوطني للكراتيه عبدالرحمن المصاطفة على الميدالية البرونزية في الدورة نفسها.
كما سجل المنتخب الوطني لكرة السلة إنجازات كبيرة؛ حيث تأهل إلى نهائيات كأس العالم ثلاث مرات، مثلما حقق أبطال ذوي الاحتياجات الخاصة العديد من الإنجازات سواء على مستوى دورات الألعاب البارالمبية، أو في بطولات العالم.
ولأن الهاشميين هم الذين عودونا على "الفرح والإنجاز" وتكريم أبطال الأردن، فقد حظي الكثير من لاعبي المنتخبات الوطنية ومدربيهم بالتكريم الملكي، ما شكل حافزا للرياضيين كافة في الأردن لمواصلة تحقيق الإنجازات.
وقبل ذلك كانت الرياضة الأردنية تخطو بثقة نحو تحقيق الكثير من الإنجازات وعلى مختلف الألعاب الرياضية؛ حيث ما تزال إنجازات منتخب "النشامى" في ذاكرة الأردنيين، خصوصا بعد فوزه في الميدالية الذهبية للدورة الرياضية العربية في بيروت في العام 1997، والميدالية الذهبية في الدورة العربية (دورة الحسين) في عمان في العام 1999، علاوة على الإنجازات الأخرى سواء على صعيد المنتخبات الكروية بوصول منتخب الشباب الى كأس العالم في كندا أو المنتخبات في الألعاب الأخرى.
الرياضة الأردنية حاضرة منذ الاستقلال
حرصت الرياضة الأردنية على التواجد في مختلف المحافل الرياضية منذ استقلالها وحتى الآن، لا سيما في الدورات الرياضية العربية التي شهدت حضورا فاعلا للمنتخبات الوطنية، بحثا عن الإنجازات، وحرصا على مشاركة الدول العربية في المحافل الرياضية، انطلاقا من مبادئ الأردن القائمة على دعم الدول الشقيقة في مختلف المحافل، بما في ذلك المحافل الرياضية.
وحققت الرياضة الأردنية إنجازات كثيرة على مدار الأعوام الماضية، خاصة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث التنظيم العالمي، عندما استضافت المملكة فعاليات رالي الأردن الدولي أكثر من مرة، ونهائيات كأس العالم للسيدات في العام 2016، والعديد من البطولات العالمية والدولية والقارية، التي حققت نجاحات كبيرة.
وبعد أن تولى سمو الأمير فيصل بن الحسين رئاسة مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الأردنية، وهي المظلة الوطنية للرياضة الأردنية ويوجد تحت لوائها 34 اتحادا رياضيا تشمل الرياضات الأولمبية وغير الأولمبية، أصبحت اللجنة نموذجا للتميز الإداري، وهي تقوم بنشر الروح الأولمبية في جميع أنحاء المملكة، وتعمل على دعم وتطوير الحركة الرياضية في الأردن ومنطقة الشرق الأوسط طبقا للمبادئ الأساسية للميثاق الأولمبي وقوانين اللجنة الأولمبية الدولية، وتهدف لأن تصبح الرياضة جزءا أساسياً في حياة كل أردني، وأن تكون الإنجازات الرياضية مصدرا للفخر الوطني والاحترام من قبل دول العالم.
وتنضوي تحت مظلة اللجنة اتحادات المبارزة، والجودو، والكراتيه، والسكواش، والدراجات، والرياضة للجميع، والكرة الطائرة، والرياضات البحرية، وكرة القدم، والرماية، والفروسية، وكرة اليد، والجمباز، والملاكمة، واللجنة البارالمبية الأردنية، والشطرنج، والتايكواندو، والطب الرياضي، ورفع الأثقال، والشركات، والتنس، والسلة، والريشة الطائرة، وكرة الطاولة، وبناء الأجسام، والمصارعة، وألعاب القوى، والسباحة، والبولينغ، والسنوكر، والكيك بوكسينغ، والبريدج، والإعلام الرياضي، والمدرسي، ورياضة السيارات، ورابطة الترايثلون الأردنية، واللجان التابعة للاتحاد الأردني للجودو واتحاد الغولف.
وانتشرت الأندية في جميع أنحاء الوطن، ويوجد في الأردن أكثر من (260) نادياً تتوزع في عمّان وإربد والسلط والزرقاء والطفيلة والعقبة والكرك والمفرق وجرش وعجلون ومادبا ومعان وإقليم البترا.
توفير الملاعب والمنشآت الرياضية
وحرصت القيادة الهاشمية على توفير الملاعب والمنشآت، وكانت مدينة الحسين للشباب العروس الأولى بين الملاعب؛ حيث تم إنشاء هذه المدينة العام 1968 بدعم مباشر من المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، لتكون موقع انطلاق الإبداع الرياضي الأردني، ثم تطورت المدن الرياضية وانتشرت حتى غطت أنحاء الأردن كافة.
وتحرص القيادة الأردنية على تكريم الأبطال؛ حيث استقبل الملك الحسين بن طلال في بيت الأردنيين (الديوان الملكي الهاشمي)، أبطال الأردن العائدين من الدورة العربية الثامنة في بيروت (1997). كما تابع جلالة الملك عبدالله الثاني على أرض الواقع فعاليات دورة الحسين الرياضية العام 1999، وكرم جلالته المدير الفني السابق للمنتخب الوطني محمود الجوهري في الديوان الملكي الهاشمي كعادة الهاشميين في مكافأة الذين يقدمون الخير لهذا الوطن، واستقبل جلالته أعضاء المنتخب الوطني لكرة القدم بعد تأهل المنتخب إلى نهائيات آسيا في الصين في العام 2004، وحضر جلالته عدداً من مباريات المنتخب في الصين. ومن الإنجازات الكروية في عهد جلالته، وصول المنتخب الوطني الأردني للشابات إلى نهائيات آسيا في ماليزيا في العام 2006.
وتنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية في إيلاء قطاعي الشباب والرياضة كل الاهتمام والرعاية وتوفير المتطلبات اللازمة للنهوض بهما، وافق مجلس الوزراء على تأسيس الصندوق الوطني لدعم الحركة الشبابية والرياضية، بموجب النظام رقم (88) لسنة 2001.
تكريم الأبطال
وشكل وسام التميز الذهبي من الفئة الأولى، الذي أنعم به جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على لاعب المنتخب الوطني للجمباز أحمد أبو السعود، حافزا للبطل العالمي وأسرة الجمباز على مواصلة تحقيق المزيد من النجاحات؛ حيث جاء الوسام تقديرا للإنجاز التاريخي الذي حققه أحمد أبو السعود للرياضة الأردنية والعربية بنيله الميدالية الفضية على جهاز "حصان المقابض" في بطولة العالم للجمباز الفني، التي اختتمت نهاية العام الماضي في مدينة ليفربول البريطانية.
ويثمن لاعب الجمباز أحمد أبو السعود، الدعم الكبير الذي تلقاه من جلالة الملك، بعدما أنعم عليه بوسام التميز الذهبي، مشيرا في حديثه لـ"الغد": "أشكر سيدنا على استقباله وتكريمه لي، والذي يعد فخرا ومسؤولية جديدة، جلالته لا يبخل على تكريم الرياضيين، الكلمات تعجز عن وصف شعوري، وأنا فخور برسم البسمة على وجوه أبناء الوطن، بعدما أثبتنا أن الأردن يمكنه المنافسة بقوة في مختلف المحافل".
ويضيف: "لقد تلقيت دعما من سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله عبر حساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي، وتلقيت اتصالين هاتفيين من سمو الأمير فيصل بن الحسين وسمو الأمير الحسن بن طلال، إلى جانب الدعم المباشر من سمو الأميرة رحمة بنت الحسن رئيسة اتحاد الجمباز، التي شاركتني مشاعر القلق والفرحة من مدينة ليفربول"، وكل هذا الاهتمام والدعم يحفزني نحو تحقيق نتائج أفضل.
وأعرب لاعب المنتخب الوطني للملاكمة محمد أبو جاجة، عن سعادته الكبيرة باستضافة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني له، بعد إنجازه الأخير المتمثل بالحصول على الميدالية البرونزية في بطولة العالم للملاكمة في أوزبكستان.
وأشاد أبو جاجة بدعم العائلة الهاشمية للرياضي الأردني في مختلف الألعاب سواء الجماعية أو الفردية؛ حيث تفاجأ من متابعة ولي العهد الكبيرة له ولبقية زملائه في البطولة الأخيرة، وأنه كان حريصا على العودة بأكبر عدد من الميداليات.
وتابع: "دعم ولي العهد والعائلة الهاشمية باستمرار للرياضيين يشكل لنا دافعا وحافزا أكبر لتقديم مستويات أفضل في المحافل الدولية، ويحملنا مسؤولية مضاعفة في سبيل رفع اسم الوطن عاليا، ونأمل بأن نواصل الإنجازات في الرياضات الفردية التي صارت محط اهتمام الجمهور المحلي، الذي بدأ يصب اهتماماته في دعمنا".
ولفت أبو جاجة إلى أنه يحاول في كل مناسبة أن يقدم أفضل مستوياته من أجل أن يضع اسم الأردن على خريطة العالم في الملاكمة، التي كان لها حضور قوي في السابق، إلا أن الفترة الحالية بدأت بالتطور بصورة أكبر، من خلال التتويج بالميداليات الملونة بالبطولات القارية والعالمية، والمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية.