"الكرك بانوراما الزمن الأخير".. أربعة فصول تحاكي التاريخ

الغلاف - (من المصدر)
الغلاف - (من المصدر)
 ضمن منشورات مكتبة الأسرة الأردنية- القراءة للجميع أعادت وزارة الثقافة طباعة كتاب "الكرك بانوراما الزمن الأخير"، للدكتور يوسف الحباشنة.
الكتاب جاء في أربعة فصول، يتحدث الأول وهو بعنوان "المكان": عن القرى وأم القرى، شيحان الطيحة، وادي ابن حماد، وقفة على عين سارة رمزية المكان، فيما يتحدث الفصل الثاني وهو بعنوان "الحياة الاجتماعية": عن العربان والضيفان والرحيل، والأفراح والزي والأدوات، الثأر والجلوة، المرأة، الطب، الخيل والتعليم وغيره.اضافة اعلان
يتميز الفصل الثالث وهو سياسي بالحديث عن العقل الجمعي والوجدان والحراك السياسي، والشيخ حسين باشا الطرازنة، وتحت عنوان "الوجدان"، جاء الفصل الرابع، ليتحدث عن ملهمات الوجدان في الثقافة الكركية، العمرو، الشعر، الكركية يمجدون الرجال، كركي يهرب إلى الزمن الأخير، "عيني تبكت" وهي قصيدة شعرية للحباشنة، ثم قائمة المراجع والمقابلات التي أجراها المؤلف.
في مقدمته للكتاب يقول المؤلف: "إن هذا الكتاب هو ثقافة بالمفهوم العميق للثقافة، والذي يعني كل مؤثر في الذات الإنسانية عقليا كان أو وجدانيا؛ فالثقافة علم وشعر وتاريخ واقتصاد وسياسة وعادات وتقاليد ودين، وهي ألم وأمل، وحقيقة وأسطورة وخرافة، ولغة وهاجس، وفرح وترح، إنها كل الزمان والمكان، بتفاعلهما تتشكل شرائح ذات صفة عمومية كالعشائر والدوائر، وذات صفة فردية في الخصائص المميزة للأفراد".
يضيف الحباشنة، "يأتي وادى الموجب من الشمال، ووادي الحسا من الجنوب، والصحراء من الشرق، وحفرة الانهدام، ولما كانت الجيولوجيا صارمة كان التشكيل الاجتماعي مفصليا وصارما أيضا؛ فالمسميات العشائرية واضحة ومحددة".
ويشير المؤلف إلى أن هذا كله دعا "لبيتر جوبسر"، أن يختار الكرك كما ذكر في مقدمة دراسته "السياسة والتغيير في الكرك"، مجالا لدراسته الاجتماعية والسياسية، مشيرا  إلى تنوع المؤثرات التي تغطي المفهوم الشامل للثقافة بكل عمومياتها وخصوصياتها. لهذا كانت محاولة هذا الكتاب تغطية ذلك كله.
ويرى الحباشنة أنه ليس من السهل أن تنسق مادة هذا الكتاب على شكل فصول، ومع ذلك حدثت المحاولة، وكان هذا الكتاب شعبيا بأصالة، لا يهمه التأطير الدقيق بل تهمه العفوية والبداهية الفطرية، ويمثل الروح الخفيفة تماما ككل شيء شعبي، كالسوق الشعبي، كالزي الشعبي، والغناء الشعبي.
ويكشف المؤلف أنه استفاد من الحدث التاريخي، ولم يغط التاريخ كله، وإنما أخذ منه ما ترك أثرا في العقل الكركي العام، ولهذا لم يكن ممكنا ذكر العشائر ولا الأفراد المؤثرين كلهم وإنما ذكر من له تأثيرا عاما.
ويقول الحباشنة: "إن الزمن الأخير الذي حدد في العنوان هو في حدود الأربعمائة سنة الأخيرة من زمن الكرك وهذه الفترة هي التي يرى المؤلف أنها احتضنت نشأة العشائر الحالية "الكركية"، ولهذا كان الكتاب معنيا بمؤثري الثقافة في هذه الفترة وفي المائتي سنة الأخيرة بشكل خاص. أما التحديد بنهاية الستينيات، فلأن التغيرات الثقافية العصرية التي داهمت الثقافة الأصيلة والشعبية أثرت بالمزاج الكركي".
ويشير المؤلف إلى أن "البانوراما"، هي هذا التنوع بالعرض؛ من حديث، محاضرة إلى سرد قصصي، ومن نثر إلى شعر، ومن حديث تاريخي محدد إلى آخر، ومن رواية سائح إلى رواية محلية، ومن وثيقة مدققة إلى رواية شفهية، ومن تفسير حالة سياسية إلى أخرى أدبية، إلى ثالثة اقتصادية، ومن حالة متخيلة، إلى أخرى نصف متخيلة، ومن تعبير علمي إلى آخر شعبي، ولهذا كانت بانوراما شديدة التنوع، مؤكدا أنها كلها واقعية ولكن بعضها مجملا بالخيال.