"السلم".. أشجار غازية تحت حماية قانون الأحراج بالأغوار

1686236992585952500
أشجار السلم التي يكثر انتشارها بالأغوار-(الغد)

الأغوار الوسطى – رغم وجود بعض الفوائد، إلا أن الانتشار الواسع والعشوائي لأشجار السلم أخرجها عن السيطرة، وباتت تشكل تهديدا وضررا طبيعيا للبيئة وللأراضي الزراعية ومنابع المياه في مناطق الأغوار.

اضافة اعلان

 

  ويرى عدد من الأهالي أن لأشجار السلم مخاطر بيئية عديدة، ناهيك عن أنها تشكل خطرا على الإنسان والحيوان خاصة تلك المزروعة على جوانب الطرق الرئيسة والفرعية.


ويؤكد المواطن عودة الجعارات من منطقة سويمة أن خمسة ينابيع كانت تشكل مصادر مائية مهمة لأهالي المنطقة جفت جميعها نتيجة أسباب عدة منها الانتشار الكبير لأشجار السلم الحرجية، مبينا أن معظم أراضي المنطقة الزراعية والسكنية باتت مغطاة بهذه الأشجار.


ويضيف أن جهود المواطنين في مكافحة غزو أشجار السلم للأراضي يصطدم بقانون الحراج الذي يمنع قطع وقص الأشجار الحرجية ومن ضمنها أشجار السلم رغم الأضرار الكبيرة التي تسببها للأهالي والحيوانات وخصوصا المواشي، موضحا أن اتباع الطرق الرسمية لقص أشجار السلم داخل الملكيات الخاصة يحتاج الى إجراءات وموافقات مديرية الزراعة ما يتطلب وقتا وجهدا ثمينين.


ويعرف السلم أو نبات الماسكيت أو الغاف العسلي على أنه نوع من النباتات يتبع الفصيلة البقولية، وينمو هذا النبات حتى ارتفاع 12م، بجذعٍ يصل عرضُه إلى مترٍ، ويذكر أنه نبات أجنبي أصوله من أميركا اللاتينية، انتقل للهند وبعدها للخليج العربي، وأخيرا زرع في الأردن في الستينيات بهدف التخضير.


ويشير مجدي العدوان إلى أن غزو أشجار السلم للأراضي الزراعية ألحق أضرارا كبيرة بالمزارعين، فعدا عن استنزافها للمياه السطحية والجوفية يشكل انتشارها بشكل عشوائي تحديا كبيرا أمام استصلاح الأراضي وتكاليف ازالتها كونها تحتاج الى تجريف، لافتا إلى أن سرعة نمو الأشجار يحد من فعالية مكافحتها المشروطة بموافقة الجهات المعنية.


ويضيف أن الشروط التي تطلبها وزارة الزراعة تحتاج الى وقت وجهد واشتراطات تبين الأضرار الناتجة عن وجودها حتى يتم منح رخصة لإزالتها ما يشكل معاناة للمزارع أو أي شخص يرغب بقص هذه الأشجار، مبينا أن الضرر الأكبر هو تعديها على الشوارع الزراعية لأن انتشارها الأفقي يحد من سعة الطرق ويلحق أضرارا بالمركبات وأي عملية قص أو ازالة بدون موافقة يضع الشخص المعني تحت المساءلة القانونية والمخالفات المالية.


ويبين مدير بيئة وادي الأردن المهندس محمد الصقور أن أشجار السلم تلحق أضرارا بالغة بالبيئة والتنوع الحيوي في منطقة وادي الأردن، على خلاف الغاية التي تم استيراد هذه الأشجار من أجلها وهي زراعتها في المناطق الصحراوية بهدف زيادة الغطاء النباتي ومكافحة الجفاف.


ويضيف أن الانتشار العشوائي والكثيف لأشجار السلم له آثار سلبية على الاشجار الأخرى وعلى الغطاء النباتي كونها تمتلك القدرة على الوصول الى المصادر المائية بشكل أكبر، مشيرا إلى أن أشجار السلم تعمل على تفتيت التربة وتغيير خصائصها من خلال امتصاص الرطوبة الموجودة فيها.


ويؤكد الرئيس التنفيذي لجمعية أصدقاء البحر الميت زيد السوالقة أن أشجار السلم تنتشر بشكل كبير في مناطق الأغوار بشكل عام ومنطقة سويمة والبحر الميت على وجه الخصوص، موضحا أن أشجار السلم تتمتع بقدرة عجيبة على البقاء والنمو في أصعب الظروف المناخية الأمر الذي يزيد من أضرارها على البيئة  كتجفيف ينابيع المياه واستنزاف المجاري المائية، فضلا عن أضرارها على الغطاء النباتي والتنوع البيئي.


ويلفت إلى أن عملية التخلص من هذه الأشجار أو محاولة السيطرة عليها بتقليل أعدادها وتقليمها يحتاج الى تعديل التشريعات والقوانين التي تصنفه على أنه شجر حرجي رغم أنه من الأشجار الغازية التي حولت مساحات شاسعة الى أراض غير مستغلة، منوها إلى أن عمليات الرعي أسهمت بشكل كبير في انتشار هذه الأشجار بشكل عشوائي كون المواشي تتغذى على البذور التي تنتجها وتطرحها مع الفضلات في كل مكان.
ويقول أستاذ العلوم الحياتية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور ماهر تادرس "السلم هي شجرة متعددة الأغراض ولها فوائد كثيرة، إذ إنها تسهم في تثبيت النيتروجين في التربة وتوفير الظل ما يجعلها مناسبة كمأوى، فضلا عن أنها تستخدم كسياج حي وميت"، مضيفا "أنها تسهم في التحكم بتعرية التربة وتحسينها".


ويؤكد، أنه يمكن استغلال منتجات أشجار السلم الثانوية كمراع للنحل واستخراج صمغ الإفرازات الصالحة للأكل والألياف والعفص وأوراق الشجر للأعلاف والمبيدات الحيوية والأدوية، مضيفا "من الاستخدامات الأخرى استغلال الخشب والقرون في صنع ألواح الحبيبات ورقائق الخشب لتوليد الطاقة وانتاج الإيثانول، وصمغ الجالاكتومانان من البذور وغيرها من المنتجات المتخصصة وامكانية استخدام القرون كعلف للماشية ولصنع الأطعمة البشرية".


ورغم ذلك، يشير الدكتور تادرس إلى أن السلم هو نبات غازي ويجب مكافحته لتوفير المياه وتقليل غزوه على النباتات المحلية، مبينا أن الدراسات والأبحاث أظهرت أن هذه الأشجار أدت الى استنزاف هائل للمياه ومنافسته أنواع الأشجار المحلية في المنطقة.


وتنص المادة (34/أ)  من قانون الزراعة على أنه يحظر قطع الأشجار والشجيرات الحرجية والنباتات البرية دون ترخيص، حرق الأشجار والشجيرات الحرجية والنباتات البرية أو تجريدها من قشورها أومن أوراقها إلا في الحالات والظروف التي يحددها الوزير وبترخيص منه، وتشذيب أو تقليم الأشجار والشجيرات الحرجية والنباتات البرية أو قطع أي غصن منها دون ترخيص.


من جانبه، يؤكد مدير زراعة الشونة الجنوبية المهندس خليل العدوان أن أشجار السلم حرجية ولا يجوز قطعها أو ازالتها إلا بموافقة وزارة الزراعة، إذ يتم منح استثناءات لغايات معينة كإلحاقها أضرارا بشبكات الكهرباء أو الأراضي الزراعية أو تعديها على الطرق أو أي اضرار على السلامة العامة والمرورية، فضلا عن استصلاح الأراضي الزراعية.

 

اقرأ أيضا:

حمضيات الغور.. تحديات مناخية متزايدة وإجراءات التصدي متواضعة