التقنية والابتكار والتأهيل لوظائف المستقبل.. من أعلى أولويات ولي العهد

ولي العهد خلال اطلاعه على التجربة الريادية الشبابية لمعسكرات الحسين للعمل والبناء
ولي العهد خلال اطلاعه على التجربة الريادية الشبابية لمعسكرات الحسين للعمل والبناء
عمان- "كونوا جريئين لمستقبلكم، اليوم انتظار الفرصة يعني إضاعتها"، بهذه العبارات المحفزة والحماسية التي تؤكد حرصه على تبني روح المبادرة والسعي لاستغلال الفرص، خاطب سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الشباب الأردني قبل أسابيع عدة، عندما شارك في جلسة تفاعلية ضمن منتدى "تواصل: حوار حول الواقع والتطلعات" الذي عقدته مؤسسة ولي العهد.اضافة اعلان
في هذه الجلسة، وهذا اللقاء المهم والتفاعلي بالشباب، تحدث سموه للشباب عن التوجهات التقنيات الحديثة، مؤكدا ضرورة مواكبة التطور في مجالات الذكاء الاصطناعي وتطوير المهارات المطلوبة في سوق العمل الحالي والمستقبلي، مثل التفكير التحليلي والابتكار وحل المشاكل المعقدة والتخطيط الاستراتيجي، مشيرا الى أهمية التركيز على تطوير مهارات خريجي الجامعات والمعاهد، بما يعزز لديهم المبادرة والتكيف والمرونة.
وشدد سموه بالمنتدى، على ضرورة "الثقة بقدرتنا على تحقيق طموحاتنا"، وهو ما يؤكده جلالة الملك عبدالله الثاني، خاصة في ظل وجود خطط جادة ونوعية.
حديث سمو ولي العهد خلال هذا المنتدى، يجدد تأكيد اهتمامه المستمر، ومنذ سنوات، بالشباب والتكنولوجيا والابتكار وأهمية المهارات التقنية وتطويرها للشباب الأردني حتى يتمكنوا من التجهز لوظائف المستقبل، التي تقول كل الدراسات العالمية إنها ستتركز في القطاع التقني، وحتى يتبنوا نهج الريادة والابتكار لإنشاء مشاريع يمكن أن تصل الى العالمية مستغلين الإنترنت التي تجاوزت كل حدود الجغرافيا.
وقال الريادي الأردني غسان حلاوة، الذي حاور سمو ولي العهد في هذه الجلسة التفاعية، إن مشاركة سموه في الجلسة وحرصه على التفاعل مع الشباب والإجابة عن أسئلتهم بشكل مباشر، تعكس حرصه على القرب منهم والاستماع لهم، وتحفيزهم على العمل الجاد لمستقبل أفضل سيرتكز على التوجهات التقنية الحديثة.
وقال حلاوة، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "باراشوت 16" الأردنية المتخصصة في مجال دعم ريادة الأعمال وبناء مسرعات الأعمال، إن سموه أكد، في الجلسة، أهمية التسلح بالمهارات التقنية الحديثة ومواءمة متطلبات سوق العمل مع مخرجات التعليم، ومواصلة الشباب العمل في البحث والاطلاع على متطلبات الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص وتطوير مهاراتهم بما يعزز فرصهم في الحصول على الوظائف.
ومن جانبه، أكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة السابق مثنى الغرايبة، أن ولي العهد حريص دائما على الشباب وتأهيلهم والاستثمار فيهم، وتزويدهم بالأدوات والمهارات التقنية الحديثة لرفع فرصهم في التوظيف من جهة، ولإنجاح مشاريعهم الريادية وإيصالها إلى الأسواق العالمية، انطلاقا من إدراكه بأن المجتمع الأردني مجتمع شاب، وأغلبية سكانه من هذه الفئة المهمة.
وقال الغرايبة "إن ولي العهد، يؤمن بأهمية قطاع التكنولوجيا في توفير فرص عمل للشباب الأردني، ولذلك كان حريصا خلال السنوات القليلة الماضة، على المشاركة بافتتاح أو زيارة مقار لشركات تقنية كبرى تواجدت في الأردن أو شركات محلية تقنية قابلة للتوسع والنمو".
وأشار الى أن آخر ثلاث سنوات، أسهمت في زيادة التوظيف في القطاع، ليصل إجمالي عدد الوظائف المباشرة وغير المباشرة في القطاع لأكثر من مائة ألف وظيفة.
وقال "إن الأمير الحسين يحرص على تواجد شركات تقنية كبرى في المملكة، ما يعزز مكانتها كمركز إقليمي ودولي في مجال تكنولوجيا المعلومات، ويتيح الفرصة أمام المواهب الأردنية الشابة للتعلم والتطوير وتنمية المهارات".
وأكد أهمية مبادرة "مليون مبرمج أردني" التي أطلقت سابقا لتكون منصة إلكترونية تهدف إلى رفع قدرات الشباب الأردني في سوق العمل، من خلال تزويدهم بلغة العصر: البرمجة؛ حيث تقدم المبادرة تدريبات مجانية وتمنح شهادات دولية معتمدة تؤهل الشباب الأردني لدخول سوق العمل في هذا المجال، إذ يتم تنفيذ المبادرة من قبل مؤسسة ولي العهد، بالشراكة مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، وبالتعاون مع وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل في دولة الإمارات.
وخلال شهر آذار (مارس) الماضي، اطلع ولي العهد على خدمات شركة "ProgressSoft"، المتخصصة في برمجة الحلول المالية والمدفوعات الفورية، التي تأسست العام 1989، وتقدم خدماتها لأكثر من 370 مؤسسة في 24 دولة، وتشغل أكثر من 500 عامل وعاملة بمكاتبها في الأردن والإمارات وعُمان والكويت وقطر ونيبال، من بينهم 300 في مقرها الرئيس بعمان.
وفي الشهر الأول من العام الحالي، افتتح سمو ولي العهد، مركزا لشركة "ديلويت" في العاصمة عمان، التي تعد من كبرى الشركات العالمية في مجال الاستشارات والخدمات الرقمية والتقنية؛ حيث يهدف المركز إلى تعزيز مفهوم التحول الرقمي من خلال الحلول التقنية وتحليلات البيانات، وتنمية الموارد البشرية، وتوفير الخدمات الإعلانية والتسويقية للعملاء، وتصميم حلول خاصة للعملاء للتعامل مع التحديات التي تواجه القطاعين العام والخاص في المنطقة.
وخلال شهر أيار (مايو) الماضي، افتتح سموه، الفرع الجديد للشركة الدولية لأعمال خدمة التواصل "كريستل"، المتخصصة في مجال إدارة مراكز الاتصال المتكاملة، الذي يضم مركزاً لتأهيل موظفي خدمات العملاء ومراكز الاتصال وإدارة البيانات.
وفي العام 2021، افتتح سموه، المكتب الرئيسي الجديد لشركة أمازون العالمية المتخصصة بالتجارة الإلكترونية. وأكد سمو ولي العهد، وقتها، أن الأردن يعمل على تعزيز استثمارات القطاع الخاص، مبيناً أهمية دور شركات التكنولوجيا العالمية في دعم النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل.
وزار سموه في العام 2020 شركة "ويب هيلب" للاستشارات التقنية، مؤكدا، وقتها، أهمية مساهمة الشركة في توفير فرص عمل للشباب خلال أزمة كورونا.
ومن جانبه، أكد مدير إدارة الابتكار في مؤسسة ولي العهد والمدير التنفيذي لمصنع الأفكار إسماعيل حقي، أن مؤسسة ولي العهد تهتم بمواكبة التكنولوجيا وتأهيل الشباب لوظائف المستقبل وتشجيعهم على الريادة والابتكار.
وبين أن مصنع الأفكار هو مختبر تصنيع رقمي يعمل تحت محور الجاهزية للعمل والريادة في مؤسسة ولي العهد. ومصنع الأفكار هو عبارة عن مساحة مفتوحة ومتاحة لجميع الفئات، وهو حلقة الوصل بين الشباب والابتكار.
وأشار الى أن "مصنع الأفكار" يضم أجهزة ومعدات حديثة، ويهدف إلى دعم الابتكار والمبتكرين من الشباب والشابات الأردنيين، ويعمل على تشجيع التعليم التقني وتعزيز منظومة الابتكار في الأردن من خلال الجمع بين الشباب والأفكار، وهو مظلة متكاملة تجمع الباحثين والدارسين والمبتكرين، وتتيح لهم فرصة تصنيع النماذج الأولية لمنتجاتهم باستخدام التكنولوجيا المتقدمة في مجالات التصنيع الرقمي الذي يضم الطباعة ثلاثية الأبعاد، وبحسب أهداف المصنعين سواء كان لتسويقها أو تطويرها.
وبين حقي أن مصنع الأفكار يعمل على 4 ركائز استراتيجية؛ هي: بناء القدرات والتعليم، تمكين الرياديين والشركات الناشئة، التنمية المجتمعية، ودعم الصناعة، لافتا إلى أن "مصنع الأفكار" قام بعقد العديد من الشراكات الاستراتيجية لدعم الشباب والصناعة، مثل مؤسسة التدريب المهني ونقابة المهندسين وغرفة الصناعة والخدمات الطبية الملكية وجامعات أردنية من جميع أنحاء المملكة.
وأكد أهمية مفهوم "التصنيع الرقمي"، وخاصة الطباعة ثلاثية الأبعاد، كونها تعد من تكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة التي من المتوقع أن يكون لها دور أساسي في تطوير قطاعات متعددة، مبينا أن مصنع الأفكار يحتوي اليوم على أول مركز تميز للطباعة ثلاثية الأبعاد، وبذلك يكون له دور رئيسي في توعية الشباب على هذه التكنولوجيا.
ولفت الى أن فريق مصنع الأفكار يقوم بعقد دورات خارجية في جميع المحافظات وعلى مدار السنة، لتوعية الشباب وتدريبهم على تقنيات التصنيع الرقمي. وكان له العديد من الإنجازات وقصص نجاح على الصعيدين المحلي والدولي، من خلال الدعم والتمكين الذي يقدمه للشباب؛ حيث أدى الدعم الذي قدمه للرياديين لإنشاء وتمكين عدد من الشركات الناشئة التي ما كان بوسعها الوصول الى مستواها الحالي من دون هذا الدعم.
وأشار حقي الى أن مصنع الأفكار يقوم بخدمة قطاعات ومؤسسات وطنية، من أبرزها القطاع الطبي والهندسة والعمارة والمنسوجات والمجوهرات وغيرها من قطاعات مستفيدة من هذه التكنولوجيا. 
وقال "إن مصنع الأفكار قام بعقد شراكات استراتيجية لدعم الشباب والصناعة، مثل مؤسسة التدريب المهني ونقابة المهندسين وغرف الصناعة والخدمات الطبية الملكية وجامعات في مختلف محافظات المملكة".
وعن جامعة الحسين التقنية، وهي من مبادرات مؤسسة ولي العهد ضمن محور الجاهزية للعمل والريادة، قالت الجامعة لـ"الغد"، إنها أنشئت بقانون خاص كمؤسسة غير ربحية من أجل تطوير التعليم التقني ورفد سوق العمل بالشباب المدرب والمؤهل في التخصصات التقنية.
وأكدت الجامعة، في ردها على استفسارات لـ"الغد"، ما تتميز به بتركيزها على التطبيق العملي لجميع مساقاتها النظرية في مشاغلها الهندسية ومختبراتها العلمية الحديثة التي بُنيت بالشراكة مع قطاعي الصناعة والأعمال.
وقالت الجامعة، إنها تسعى لمواءمة مستجدات ومتطلبات سوق العمل واحتوائها على مساقات دراسية غير تقليدية تعنى بتمكين الطلبة بمهارات القرن الواحد والعشرين والمهارات الوظيفية المطلوبة، لافتة الى أنها تعتمد في عمليتها التعليمية على الحقول العلمية الأكاديمية الأربعة "العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات" وتوظيفها معا في العملية التعليمية.
وبلغة الأرقام، أشارت الجامعة الى أنها تمكنت من توفير فرص تدريبية لجميع طلبتها بنسبة 100 % لمدة 8 أشهر كاملة، وخرجت ما مجموعه 164 طالبا من درجة البكالوريوس، و126 طالبا من الدرجة التقنية على مدار فوجين متتاليين، وبنسبة تشغيل فاقت الـ93 %.
وقالت إنها تؤمن بالتعاون المباشر مع القطاع الخاص، وإنها أبرمت سابقا ما يزيد على 130 اتفاقية مع جهات محلية وعالمية لتوفير ما يلزم الطلبة من فرص تدريبية وتشغيلية.
وأكدت، في إجاباتها، أنها تعمل على خدمة المجتمع المحلي من خلال توفير برامج تدريبية تستهدف طلاب الجامعات الباحثين عن عمل، مشيرة الى دور مركز التطور الوظيفي والتواصل المجتمعي في الجامعة الذي يوفر ما يزيد على 26 برنامج تأهيل وتطوير وظيفي بالتعاون مع أكثر من 125 شريكا من قطاع الصناعة.
وأشارت الجامعة الى أن المركز يخرج ما يزيد على 2200 طالب، ويعمل منهم اليوم ما نسبته تفوق الـ80 %.