مؤسسة ولي العهد.. شباب قادر لأردن طموح

10
10

عمان -الغد - ونحن بصدد الحديث عن الجهود الملكية المبذولة على صعيد تحديث المنظومة السياسية والاقتصادية والإدارية، تظهر أمامنا بشكل واضح وجلي، جهود سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظم، في دعم وتعزيز قدرات الشباب والشابات في مختلف محافظات المملكة، ليكونوا العنصر الرئيسي والداعم في هذه المنظومة التي تشكل اليوم عنصراً من عناصر استعداد المملكة للمئوية الثانية.

اضافة اعلان


أبرز تلك الجهود أعمال مؤسسة ولي العهد، والتي جاءت بهدف عكس رؤية سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، في دعم الشباب والشابات، وتوفير الفرص لهم، فسموه أكد في أكثر من مناسبة أن الشباب الأردني قادر على تحقيق الكثير إذا ما أتيحت الفرصة له، ومن هنا بدأت المؤسسة بالعمل برؤية عمل واضحة مفادها "شباب قادر لأردن طموح" وضمن استراتيجية عمل محددة، ترفد الجهود الوطنية المبذولة على صعيد تحديث المنظومة السياسية والاقتصادية والإدارية في المملكة، وتتكون من ثلاثة محاور عمل رئيسية، هي الجاهزية للعمل والريادة، القيادة، والمواطنة، ويندرج تحت كل منها مجموعة من المبادرات والبرامج التي تعمل بشكل تكاملي.


وعند الحديث عن الإنجازات، لا بد من الإشارة إلى أن المؤسسة تمكنت وخلال العام الماضي 2022 من الوصول إلى أكثر من سبعمائة وأربعين (740) ألف شاب وشابة ضمن محور عملها الجاهزية للعمل والريادة، ولأكثر من مليون وستمائة ألف (1.6) شاب وشابة ضمن محور القيادة، وما قارب من مائتين وخمسين (250) ألف تحت محور المواطنة، كل هذا تحقق كنتيجة للوضوح في رؤية العمل، والانسجام مع الأولويات الوطنية، والتكاملية والتشاركية في العمل مع مختلف الجهات المحلية والدولية، لتحقيق أهداف العمل.


وبالإشارة إلى دور المؤسسة في تحديث المنظومة السياسية، يتوجب الحديث عن جهود المؤسسة في تعزيز المشاركة السياسية لدى الشباب والشابات، من خلال برنامج أنا أشارك، والذي يتم تنفيذه في 13 جامعة أردنية ويهدف إلى تعزيز معرفة الشباب والشابات في المبادئ الأساسية للعملية الديمقراطية ومهارات كسب التأييد، والذي جاء كنتيجة لشراكة العمل بين المؤسسة والمعهد الديمقراطي الوطني بتمويل من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، فقد بلغ عدد المستفيدين منه خلال عام 2022 أكثر من تسعة عشر (19) ألف شاب وشابة، جميعهم في الجامعات الأردنية.


وينسجم ذلك أيضاً مع الجهود التي تبذلها المؤسسة على صعيد برنامج خطى الحسين، أحد روافد المؤسسة لمسيرة الدولة في التحديث السياسي، وهو برنامج وطني وريادي برؤية تقدمية، يشكل نموذجًا جديدًا لتعزيز الفكر القيادي التقدمي بين الشباب والشابات، ويهدف لإدماجهم ضمن شبكات ومسارات مهنية متخصصة في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويستثمر البرنامج في شباب وشابات طموحين وملهمين، ويتكون من عدة مسارات مصممة بمرونة، حيث استفاد العشرات من شباب وشابات الأردن منه خلال العام الماضي.


أما على صعيد التحديث الإداري، فتعمل المؤسسة من خلال مبادرة حقق على تعزيز قدرات الشباب على القيادية، وإكسابهم مهارات متقدمة على صعيد الخدمة المجتمعية، وتعزيز مفهوم المواطنة الإيجابية وتنمية الفكر الديمقراطي وتعزيز الثقة بالنفس والقدرة على صنع القرار، والعمل بروح الجماعة، إلى جانب الكثير من المحاور التي تعزز المهارات الإدارية عند الشباب.
و"حقق" يتم تنفيذها اليوم بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، وتتميز بانتشار كبير وواسع في كافة محافظات ومدارس المملكة، وتمكنت من الوصول لأكثر من ثمانية وأربعين (48) ألف مستفيد ومستفيدة خلال العام الماضي، ومن كافة محافظات المملكة، وتقوم المؤسسة حالياً باستدامة أعمالها مع وزارة التربية والتعليم وتفعيلها ضمن برامج ونشاطات الوزارة، لتنفيذ فعالياتها في مدارس المملكة كافة بشكل تدريجي.


كما ترفد المؤسسة ضمن محور التحديث الإداري مفهوم العمل التطوعي، لما له من أهمية بالغة في تطوير المهارات الشبابية، ويتم ذلك من خلال منصة نحن التي تم إطلاقها بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" وبالتعاون مع وزارة الشباب، والتي تعمل على تنظيم قطاع العمل التطوعي وتسهيل عملية التشبيك بين المتطوعين والمؤسسات، وتمكنت منصة "نحن" من توفير ما يقارب الثلاثة ملايين ساعة تطوعية، ضمن قرابة الأربعمائة ألف فرصة، شارك بها أكثر من مائة ألف متطوع، معظمهم من الإناث في مختلف محافظات المملكة.


وتبقى الأولوية الوطنية الكبيرة، الأولوية الاقتصادية، فقد قامت المؤسسة برفد الجهود المبذولة على صعيد التحديث الاقتصادي من خلال عدد كبير من مبادراتها وبرامجها، فبداية من مصنع الأفكار الذي قدم العون والمساعدة للمخترعين الشباب ولرواد الأعمال، وللقطاع الخاص أيضاً، من خلال إدراج مفهوم تكنولوجيا التصنيع الرقمي، وقدم حلول عملية ومبتكرة سمحت لكل هذه الفئات من تحويل أفكارهم إلى مشاريع ومنتجات ملموسة، وساعدتهم في التغلب على العديد من التحديات التي أثرت بشكل مباشر على أعمالهم الاقتصادية، ورفدت القطاع الاقتصادي الأردني بشكل عام، حيث بلغ عدد المستفيدين من مصنع الأفكار أكثر من ستمائة وخمسة وستين ألف شخص، من كافة المحافظات ومن مختلف القطاعات.


ووصولاً لإنجازات جامعة الحسين التقنية، إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد التي تؤهل شباب وشابات الوطن على صعيد التعليم التقني والمهني بأسس علمية، والجميع يعلم مدى تأثير هذا النوع من التعليم على رفد المسيرة الاقتصادية لعدد كبير من الدول، فالجامعة اليوم تشكل نموذجا رياديا للنهوض بالتعليم والعمل المهني والتقني، وتعمل على رفد سوق العمل بالشباب المدرب والمؤهل في التخصصات التقنية، وتتميز بتركيزها على التطبيق العملي لجميع مساقاتها النظرية في مشاغلها الهندسية ومختبراتها العلمية الحديثة والتي بنيت بالشراكة مع قطاعي الصناعة والأعمال، كما وتتميز بمواءمتها لمستجدات ومتطلبات سوق العمل واحتوائها على مساقات دراسية تعنى بتمكين الطلبة بمهارات القرن الواحد والعشرين.


وهنا لا بد من التأكيد على أن عدد المستفيدين من الجامعة بصفتها رافدا لمسيرة التحديث الاقتصادي للمملكة، بلغ خلال العام الماضي ثلاثة آلاف وأربعمائة (3400) شاب وشابة ما بين طلاب في مساقاتها، ومستفيدين من برامج تطوير القدرات التابعة لها، ومن رواد الأعمال المستفيدين من حاضنتها.


وعلى صعيد رفد القطاع الاقتصادي أيضاً، رفدت أعمال المؤسسة من خلال مبادرة قصي، الهادفة لتعزيز قطاع العلاج الرياضي وتأهيل وتدريب كوادر العلاج الرياضي لمعالجة أي طارئ أو إصابة مهما كان نوعها قد يتعرض لها اللاعبون أثناء التدريبات الرياضية أو أثناء مشاركتهم في المباريات والبطولات والمحافل الرياضية المحلية والدولية حفاظاً على سلامة وحياة اللاعبين. وقامت المؤسسة وبالشراكة مع أهل الاختصاص والمتمثلين باللجنة الأولمبية الأردنية بتوسعة المبادرة وتعزيز خدماتها ومأسستها حتى وصلت لأكثر من 20 ألف شاب وشابة، وتكللت الجهود بإطلاق اتحاد للمعالجين الرياضيين، وطرح مساق علمي لدراسة هذا التخصص.


وفي سياق متصل، بدأت المؤسسة خلال العام الماضي بتوسعة أعمالها في المحافظات، حيث افتتحت مكاتب لها في المحافظات، وتحديداً في معان والزرقاء والمفرق، وتطمح المؤسسة من أن تكون هذه المكاتب منصات للعمل التشاركي بين مختلف الجهات العاملة في المحافظة، وبين الشباب والشابات، للبناء على ما تم إنجازه، وتوفير فرص نوعية للشباب.


هذه نبذة عن أبرز ما ساهمت به المؤسسة في رفد مسيرة التنمية الشاملة في الأردن بشكل عام، ومسيرة التحديث الاقتصادي والإداري والسياسي بشكل خاص، على صعيد مبادراتها وبرامجها، كما رفدت المؤسسة هذه المسيرة بالكثير من شراكات العمل الفاعلة كالشراكة مع جائزة هالت العالمية، والهادفة إلى تعزيز مشاركة شباب وشابات الجامعات الأردنية في قطاع الريادة المجتمعية وتوجيههم نحو إطلاق مشاريع اجتماعية في الأردن، وتحفيزهم على بدء مشاريعهم الريادية الخاصة على نطاق عالمي. بالإضافة إلى الشراكات مع الجانب الإماراتي والذي أسهم في إطلاق مبادرة مليون مبرمج أردني التي تهدف إلى رفع قدرات الشباب الأردني في سوق العمل، من خلال تزويدهم بلغة العصر: البرمجة، حيث تقدم المبادرة تدريبات مجانية وتمنح شهادات دولية معتمدة. والشراكة مع مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم التي تسعى لترويج مجموعة من الورشات التدريبية المجانية التي تؤهل الشباب لسوق العمل.


هذا بالإضافة إلى العديد من الشراكات مع مؤسسات محلية مختلفة تم من خلالها تعزيز مهارات الشباب بمختلف المواضيع مثل كتابة السيرة الذاتية، ومهارات الاتصال والتواصل وتقديم الدعم المادي البسيط لدعم المبادرات وتوزيع الجوائز بحسب مواضيع ومعايير محددة وغيرها الكثير من الأنشطة والبرامج.


وللمؤسسة اليوم خطط عمل واضحة، تأخذ من رؤية سمو الأمير نبراساً لها، وتسير بخطى ثابته نحو المزيد من الإنجازات والمساهمات الفاعلة التي تدور في فلك الشباب الأردني المميز والقادر على النهوض بواقعه وبوطنه، حتى يأخذ دور القيادة في المئوية الثانية من عمر الدولة.

اقرأ أيضا:

السياسة الخارجية.. الحكمة ركيزة العلاقات مع المحيطين العربي والدولي

اللجوء السوري.. عقبة التمويل تستدعي تغيير الخطاب مع المجتمع الدولي

مؤسسة ولي العهد.. شباب قادر لأردن طموح

العناية الملكية بالشباب.. دعوات هاشمية نحو التميز والإبداع

الملك يوجه التعليم لتجويد مخرجاته

التوجيهات الملكية تؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة المئوية الثانية

التعليم.. أولوية للنهوض بالأردن والتنمية الشاملة

التعليم العالي.. لا تنمية مستدامة دون تطوير مستمر

استحداث فرص عمل ومحاربة البطالة.. توجيهات ملكية دائمة

الملك يدق ناقوس خطر تبعات التغير المناخي محليا وعالميا

الاهتمام الملكي بالمياه يترجم إلى تغييرات ملموسة

الخدمة المدنية.. تجويد الخدمات استجابة للإصلاح الإداري

اقتصاديون: تحسين معيشة المواطنين بقمة أولويات الملك

زراعيون: الملك يوجه البوصلة نحو حلول الأمن الغذائي