مخيم سوف.. منازل بأسقف صفيح لا تحمل خزانات المياه

1685808537757750800
منازل بمخيم سوف أسقفها من الواح الزينكو-(الغد)

جرش– يجمع مهند العجوري من سكان مخيم سوف بمحافظة جرش، كل ما يستطيع من الجالونات البلاستيكية بأحجامها المختلفة، لاستخدامها كبديل عن خزان المياه الذي لا يقوى سقف منزله على حمله كونه من صفائح "الزينكو"، كما يخلو من مساحة تتيح له حفر بئر لتخزين المياه.   

اضافة اعلان

 

  ولا تقف معاناة العجوري عند هذا الحد، بل إن تعبئة الجالونات هو الأصعب في ظل عدم وصول المياه الى منزله سوى مرة واحدة كل 15 يوماً، واضطراره الى التزود من العيون والينابيع القريبة.  


يقول العجوري، "سقف منزلي من الزينكو وهو لا يحمل حزان مياه بسعة متر مكعب، ولا أجد سوى جالونات المياه كبديل للخزان والتي لا تكفي حاجة منزلي لأكثر من 4 أيام". 


وتابع "وضع منزلي يشبه أوضاع العديد من منازل المخيم المتلاصقة وصغيرة المساحة، ولا تسمح بوضع الخزانات من أجل استخدامها في تخزين المياه عند وصولها كل 15 يوماً". 


ويوضح العجوري أن طريقة الاعتماد على الجالونات أوفر بكثير من التزود عبر صهاريج المياه ذات الأثمان المرتفعة قياسا مع دخله المتواضع، إذ يعمل بنظام المياومة التي يؤمن له دخلا يوميا لا يتجاوز 10 دنانير في وقت يعيل فيه أسرة مكونة من 7 أفراد. 


ويدرك العجوري حاله كحال العديد من أبناء المخيم خطورة الاعتماد على مياه العيون والينابيع كونها غير آمنة ولا يمكن استخدامها للشرب، فيما يعالج هذه المشكلة عبر غليها جيدا كطريقة لتعقيمها وضمان سلامة استخدامها.  


عبد القادر بنات من سكان المخيم، هو الآخر يعيش معاناة العجوري قائلا "بدأت بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة حاجة أسرتي لكميات أكثر من مياه الشرب بالاعتماد على جالونات المياه للحد من نقص المياه".  
وأضاف أن طبيعة منازل المخيم تفرض استخدام عدد محدود وبأحجام صغيرة من خزانات المياه والتي لا يزيد حجمها على متر مكعب وغير ذلك ستكون أسقفها المكونة من صفائح الزينكو مهددة بالانهيار.  


وتساءل " كيف يمكن أن تكتفي أسرة مكونة من 4 افراد بمتر مكعب لمدة قد تزيد على 15 يوماً وهي فترة دورة المياه".


وبدأت مشكلة نقص المياه تتزايد في محافظة جرش مع  ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب عليها مقابل تراجع كمياتها من مصادرها المعتمدة. 


وتتفاقم المشكلة في مخيمي سوف وجرش ولا تتوفر القدرة لدى السكان على تخزين مياه الشرب لأكثر من أسبوع واحد، سيما وأن طبيعة المساكن بالمخيمات لا توفر مواقع لبناء خزانات لتجميع مياه الأمطار.
ووفق رئيس لجنة خدمات مخيم سوف عبد المحسن بنات، فإن مشكلة نقص المياه بدأت منذ أكثر من شهر ومن المتوقع أن تتفاقم مع دخول فصل الصيف وزيادة الطلب على المياه وعدم القدرة على تخزين كميات من المياه الإضافية.


وبين أن عدة أحياء في مخيم سوف بدأت بالشكوى من عدم وصول مياه الشرب منذ أكثر من 20 يوما، وهي مدة طويلة مقارنة مع عدد خزانات المياه في المساكن وعدد السكان وارتفاع درجات الحرارة، وعلى الرغم من عدة اتصالات وشكاوى تقدم بها السكان لمديرية مياه جرش إلا إن المشكلة ما زالت قائمة.


واعتبر أن تأمين الاحتياجات المائية لسكان مخيم سوف الذي لا يقل عددهم عن 15 ألف نسمة من أهم الأولويات التي يجب توفيرها ولا يمكن الاستغناء عنها في ظل ارتفاع درجات الحرارة وسوء الأوضاع الاقتصادية للسكان.

 

بدوره، قال مصدر من مياه جرش، إن كميات المياه التي تنتجها المصادر المائية في محافظة جرش وأغلبها مياه ينابيع تنخفض تدريجيا مع اقتراب الصيف، ما يقلل من كمية المياه التي يتم توزيعها وخاصة مصادر آبار مشاتل فيصل والشواهد وعين الديك وعين التيس نظرا لارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على المياه في مختلف قرى وبلدات محافظة جرش وفي المخيمات والتي أوضاعها كأوضاع القرى والبلدات.  وبين أن مخصصات المخيمات من مياه الشرب محددة، ولا يمكن تقليل المدة بين دورات المياه كونها محددة منذ سنوات وتؤثر على التزويد المائي في مناطق أخرى. 


وقال المصدر ذاته إن محافظة جرش من أفقر المحافظات مائيا بالمقارنة مع المحافظات الأخرى وتعتمد في التزويد المائي على المحافظات القريبة فيتم تزويد قرى مرصع والمصطبة من محافظة الزرقاء وقرى المعراض من محافظة إربد والقرى والبلدات التابعة لبلدية النسيم من محافظة المفرق ومدينة جرش تعتمد على آبار مشاتل فيصل في التزويد المائي.


وبين المصدر ذاته أن القدرة الإنتاجية تنخفض في كل فصل صيف، ما يقلل من كمية التزويد المائي، موضحا أن الحل يكمن في تخفيف الفاقد وترشيد الاستهلاك داخل المنازل لضمان توفير أكبر كمية ممكنة من المياه.

 

اقرأ أيضا:

 رداءة شارع مخيم سوف جرش وغياب الإنارة يحولانه إلى "طريق موت"