شريان الدعم الغربي بالعتاد لأوكرانيا مستمر.. وآخره صائد المسيرات

‏جنود أوكرانيون يطلقون النار قرب باخموت، دونيتسك، أوكرانيا، 15 أيار (مايو) 2023 - (أرشيفية) ‏
أوكرانيا
عواصم - فيما أعلنت الولايات المتحدة أول من أمس التصديق على بيع أوكرانيا أسلحة نوعية، أبرزها نظام دفاع جوي من طراز "ناسامز" (NASAMS) يطلق عليه اسم "قانص الطائرات والمسيرات"، قالت أوكرانيا إنها صدت هجوما روسيا واسع النطاق بالطائرات المسيرة على أنحاء مختلف البلاد.اضافة اعلان
المعدات الأميركية الموعودة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 285 مليون دولار، وتأتي ضمن مساعي أوكرانيا لتعزيز دفاعاتها ضد الضربات الروسية بالمسيرات.
ومنظومة "ناسامز" نظام دفاع صاروخي "أرض جو" من متوسط إلى طويل المدى كانت أوكرانيا قد طلبته من الولايات المتحدة الأميركية، نظرا لأن الأسلحة الروسية ومن بينها المسيرات ويمكنها إصابة أهداف على بعد أكثر من 100 ميل، وتستخدمه الولايات المتحدة لحماية المجال الجوي حول البيت الأبيض ومبنى الكابيتول (الكونغرس) في واشنطن.
وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية في بيان إن الحصول على هذا النظام ونشره "سيعززان قدرة أوكرانيا على الدفاع عن شعبها وحماية البنية التحتية الوطنية الحيوية".
وأضاف البيان أن البيع لن يتطلب تكليف أي موظفين أو مقاولين متعاقدين مع الحكومة الأميركية بالعمل في أوكرانيا.
ووافقت وزارة الخارجية على البيع، وقدمت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأربعاء الماضي الإخطار المطلوب إلى الكونغرس الذي يجب أن يوافق على الصفقة.
إلى ذلك قال مالك شركة فاغنر الأمنية الروسية يفغيني بريغوجين أمس إن قواته بدأت الانسحاب من مدينة باخموت شرقي أوكرانيا وتسليم مواقعها للجيش الروسي، في حين وقعت موسكو اليوم مع مينسك اتفاقا ينص على نشر صواريخ نووية تكتيكية روسية في بيلاروسيا.
وقال بريغوجين إن قواته في باخموت اتجهت نحو معسكرات خاصة، مضيفا أنها ستستكمل انسحابها من المدينة بعد أسبوع، وأنها ستسلم مواقعها وذخيرتها في باخموت لوزارة الدفاع الروسية.
وقالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الروسية النظامية حلت محل قوات فاغنر في باخموت، ولكن عناصر فاغنر ما يزالون داخل المدينة.
من جانب آخر أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي أمس أنه أحبط "هجمات إرهابية" أوكرانية على محطات للطاقة النووية، مشيرا الى أن"مجموعة مخربين أوكرانيين" حاولت تفجير نحو 30 خط كهرباء لمحطات الطاقة النووية بمقاطعتي لينينغراد وكالينينغراد عشية الاحتفال بعيد النصر يوم التاسع من الشهر الحالي، وفق ما صرح به الأمن الفدرالي الروسي.
وأضاف الجهاز الأمني الروسي أن الهجمات كانت تهدف لتوقف المفاعلات بالمحطات النووية، وتعطيل التشغيل المنتظم لهذه المحطات، مشيرا إلى أن "المخربين" وصلوا إلى مقاطعة بسكوف قادمين من أوكرانيا عبر بولندا وبيلاروسيا.
وأعلنت السلطات الروسية أنها اعتقلت مواطنين روس بسبب مشاركتهم مع "المخربين" الأوكرانيين في التخطيط لتفجير خطوط نقل الكهرباء للمحطات النووية.
إلى ذلك ذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن دفاعاتها أسقطت 36 مسيرة هجومية روسية كانت تستهدف البنية التحتية والعسكرية للبلاد، وطالت الهجمات العاصمة وميكولايف وأوديسا بالجنوب، وخاركيف (شرق) وخملنتسكي وتشرنيفتسي في الغرب.
وقال رئيس الإدارة المدنية والعسكرية في العاصمة الأوكرانية سيرغي بوبكو إن الهجوم الروسي تم بمسيرات إيرانية من طراز شاهد.
وفي الولايات المتحدة، قال البيت الأبيض إنه لا يؤيد استخدام المعدات العسكرية الأميركية لشن هجمات داخل روسيا، وذكر جون كيربي منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي إنهم يفحصون التقارير التي تفيد باستخدام أوكرانيا مركبات مدرعة أميركية داخل روسيا، وأضاف أن بلاده أوضحت لكييف أنها لا تؤيد استخدام المعدات أميركية الصنع في مثل هذه الأغراض.
وقالت "نيويورك تايمز" (New York Times) إن القوات الموالية لأوكرانيا استخدمت مركبات مدرعة أميركية الصنع بالهجوم على مقاطعة بيلغورود الروسية الحدودية مع أوكرانيا، وحسب الصحيفة فإن ثلاثا على الأقل مما بدا أنها مركبات تكتيكية أميركية الصنع تعرف باسم "إم آر إيه بي إس" (MRAPs) كانت جزءا من الهجوم عبر مقاطعة بيلغورود.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن القوت الروسية سيطرت على اثنتين من هذه المدرعات.
وفي سياق متصل، قال دينيس كابوستين الذي وصف نفسه بأن قائد فيلق المتطوعين الروس إن مجموعته ستشن قريبا المزيد من التوغلات داخل الأراضي الروسية.
وكان "فيلق المتطوعين الروس" و"فيلق حرية روسيا" أعلنا المسؤولية عن الهجوم على بيلغورود، غير البعيدة عن مدينة خاركيف الأوكرانية.
وتصف موسكو المجموعتين بالمخربين الأوكرانيين، في حين تراهم كييف وطنيين روسا مناهضين للكرملين.
وكان كابوستين قد تحدث أول من أمس لمجموعة من الصحفيين على الجانب الأوكراني من الحدود مع روسيا بعد يوم من إعلان موسكو دحر التوغل بمنطقة بيلغورود، واعترف بأن اثنين من مقاتليه أصيبا بجروح طفيفة، وأن إجمالي الخسائر التي منيت بها قواته في الهجوم على المقاطعة الروسية قتيلان و10 مصابين.
ومن جانبها، تقول موسكو إنها قتلت ما يزيد على 70 من "القوميين الأوكرانيين" في إشارة إلى هذين الفيلقين المذكورين.
من جانب آخر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن تقييمات الولايات المتحدة تشير إلى أن عدد القتلى والجرحى الروس في باخموت يقدر بـ100 ألف.
وأضاف ميلر "وفقا لتقييمنا، فإن 20 ألفا هو عدد أقل بكثير من عدد الخسائر الروسية الفعلية في باخموت، وقد قلنا علنا إن عدد الخسائر الروسية هو 100 ألف في باخموت وحدها، وذلك يشمل القتلى والجرحى".
وجاءت هذه التصريحات ردا على ما نشره قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين عندما أعلن أن نحو 10 آلاف سجين جندتهم فاغنر من السجون الروسية للقتال في أوكرانيا لقوا مصرعهم على خط المواجهة في معركة باخموت التي استمرت شهورا، وأكدت موسكو إكمال السيطرة على المدينة قبل أيام.
وقال بريغوجين الثلاثاء الماضي "اخترت 50 ألف معتقل، قتل  20% منهم"، مشيرا إلى أن نسبة مماثلة من مقاتليه المحترفين لقوا حتفهم أيضا في القتال، دون تحديد عددهم بدقة.
وأفاد بأن الخسائر الأوكرانية أكبر بكثير، وقال إن "عدد القتلى لدي منخفض بنسبة 3 أضعاف وعدد الجرحى بضعفين".
وتعد هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها بريغوجين علنا عن حجم خسائر مجموعته، فيما يسعى الجانب الروسي إلى الحفاظ على السرية بشأن عدد القتلى والجرحى لديه جراء الحرب.-(وكالات)