قورشة تحذر من خطورة استخدام الشاشات كوسيلة لتهدئة الأطفال

نادين النمري عمان - في وقت تشير به الدراسات العالمية الى أن الأطفال يقضون ما معدله 3 ساعات يوميا أمام شاشات التلفاز والانترنت، فإن هذه الدراسات نبهت الى مخاطر عدة، قد يتعرض لها الأطفال من الاستخدام غير الآمن للانترنت، لذلك وفي حلقة الأسبوع الحالي، قدمت مستشارة منظمة الأمم المتحدة للطفولة، أخصائية الطفولة والإرشاد الوالدي سيرسا قورشة مجموعة من النصائح المتعلقة بحماية الأطفال من مخاطر الانترنت، وذلك بتعديل السلوك لدى الأطفال عبر وسائل التربية الإيجابية، مبينة "أن التحفيز والتشجيع عند ممارسة الطفل السلوك الايجابي يعدان أكبر وسائل التربية نجاعة لجهة تأثيره بمعدل خمسة أضعاف في تعديل سلوك الطفل بالمقارنة مع وسائل التربية الأخرى". وبينت قورشة، في الحلقة التي بثت السبت الماضي على صفحة "الغد" على موقع "فيسبوك"، والتي حملت عنوان "مخاطر الانترنت على الأطفال" ضمن برنامج "أسرة لايف"، الذي تبثه "الغد" بالشراكة مع منظمة اليونيسف، أن المتابعة المستمرة من الأهل لما يتابعه أبناؤهم وتوعية الأبناء بسبل الاستخدام الآمن للانترنت وتحديد أوقات المتابعة، تعد أهم الوسائل لحماية الأطفال من المخاطر المحتملة. وأوضحت قورشة أن أبرز المخاطر المتعلقة باستخدام التكنولوجيا، هي تعرض الطفل لمحتوى عدائي من خلال التطبيقات والألعاب الالكترونية، أو التعرض لمحتوى غير متناسب مع أعمار الأطفال، أو التعرض لمحتوى إباحي وإمكانية التعرض للاستغلال الجنسي، كذلك مشكلة التنمر الالكتروني على وسائل التواصل الاجتماعي، الى جانب ميل الطفل الى الانعزال. ولفتت قورشة الى أهمية التمييز في الفئات العمرية، مبينة أنه ينصح بعدم تعرض الأطفال الى الشاشات في الفئة العمرية دون السنتين لما في ذلك من أثر سلبي على تطوير مهاراتهم المتعلقة بالتواصل الاجتماعي. أما الفئة العمرية بين السنتين والخمس سنوات، فيجب أن لا تتجاوز مدة متابعة الشاشات الساعة يوميا، وفق قورشة، وأن تكون متفرقة. وتحذر قورشة من خطورة استخدام الشاشات كوسيلة لتهدئة الأطفال أو إشغالهم، مبينة أن تهدئة الطفل تكون من خلال معالجة المشكلة، وليس الشاشات، مشددة على ضرورة أن يكون المحتوى مناسبا لعمر الأطفال. أما الفئة العمرية خمس الى عشر سنوات، فالأصل أن يكون هناك تشاركية ورقابة من قبل الأهل على المحتوى ووضع حدود لمدة مشاهدة الشاشات وطبيعة التطبيقات التي يتعامل معها الأطفال، كما تؤكد ضرورة إشراك الأطفال بأكبر قدر من النشاطات التفاعلية، وأن لا يسمح باستخدام الانترنت خلال أوقات التواجد في الحديقة للعب، ليكون ذلك الوقت مخصصا للتفاعل مع الأطفال الآخرين، والنشاط البدني. وحول مسألة السن المناسب لإعطاء الطفل الهاتف الذكي، أكدت ضرورة أن يكون الطفل جاهزا لذلك، عبر توعيته بكيفية الاستخدام الآمن، وتحديد التطبيقات المناسبة لسنه، وضرورة التوعية بالأمن والسلامة الرقمية كعدم إضافة أصدقاء لا يعرفهم في الحقيقة أو معرفته بهم سطحية، كذلك عدم الدخول الى الإعلانات التي قد تكون وسيلة لاستدراج الأطفال من قبل أشخاص يسعون الى استغلالهم جنسيا أو تعريفهم على مواقع إباحية، لافتة في ذلك الى عدد القضايا التي تعاملت معها إدارة حماية الأسرة من خلال قسم الأطفال المستغلين جنسيا عن طريق الانترنت. قورشة أشارت كذلك الى مخاطر التنمر الالكتروني، مشددة على ضرورة أن يوعي الأهل أطفالهم بما يسمح لهم أن يشاركوا به على وسائل التواصل الاجتماعي سواء من كلمات أو صور، بحيث لا يكون المحتوى مؤذيا أو مهينا لأي شخص، وفي حال تعرض الطفل للتنمر أو شاهد شيئا غير مريح، عليه أن يبلغ فورا ذويه. قورشة أكدت أهمية توعية الأطفال على ضرورة عدم شطب أي محتوى مسيء يتلقاه الطفل، بل إبلاغ أسرته فورا، واستخدام المحتوى كدليل ضد المسيء. وأخيرا، أكدت ضرورة أن يكون الأهل قدوة لإبنائهم، فكيف للأهل أن يطلبوا من أبنائهم عدم إمضاء الكثير من الوقت على الانترنت في وقت لا يلتزم الأهل بذلك. وحول العدائية واستخدام الانترنت، قالت قورشة "من المهم أن يراقب الأهل سلوكيات أبنائهم خلال وبعد استخدام التطبيقات والألعاب"، مبينة أن هذه الألعاب قد تسهم في زيادة السلوك العنيف لدى الطفل في حال كان لديه قابلية للعنف. وبرنامج "أسرة لايف"، المتخصص بقضايا التنشئة وأساليب التربية الوالدية الإيجابية، يبث على صفحة "الغد"، وذلك ضمن شراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" ثم ينشر لاحقا في الصحيفة الورقية، مرفقا بـ"فيديو"، ويعرض كامل الحلقة وينشر على الموقع الإلكتروني لـ"الغد". ويأتي برنامج "أسرة لايف"، الذي تعده وتقدمه في موسمه الثاني أخصائية الطفولة والإرشاد الوالدي سيرسا قورشة، ثمرة تعاون بين "الغد" و"اليونيسيف"، ويسعى الى رفع الوعي المجتمعي، وكذلك وعي أولياء الأمور بأساليب الوالدية الإيجابية والتنبيه من الآثار السلبية للعنف الواقع على الأطفال، وذلك دعما لتطبيق الخطة الوطنية للحد من العنف ضد الأطفال. وتقدم "اليونيسيف" الدعم الفني والإرشادي للبرنامج الذي يستمر لمدة عام. ويسلط "أسرة لايف" الضوء على الأثر السلبي للعنف كوسيلة للتأديب، كما يقدم معلومات حول أساليب التربية الصحيحة وكيفية التعامل مع التحديات التي يواجهها أولياء الأمور في تنشئة أبنائهم منذ مرحلة الطفولة المبكرة وحتى فترة المراهقة، فضلا عن أنه يوفر مساحة للأطفال وأهاليهم وطرح أسئلتهم عن التحديات التي يواجهونها.اضافة اعلان