تحذيرات من كارثة إنسانية عقب تفجير سد ضخم في خيرسون

البنى التحتية في روسيا وأوكرانيا في مرمى الاستهداف

حرب روسيا وأوكرانيا
حرب روسيا وأوكرانيا
محطات توليد الكهرباء، سكك الحديد، المطارات والجسور، وتقريبا جميع المرافق الحيوية فضلا عن المباني المدنية، كلها باتت في مرمى الاستهداف مع تنامي المعارك بين روسيا وأوكرانيا، وزيادة رقعتها، وضراوتها، أخر تلك المرافق الحيوية تأكيد انهيار سد ضخم في منطقة خيرسون التي تسيطر القوات الروسية على أجزاء منها جنوبي أوكرانيا. اضافة اعلان
وتبادلت كييف وموسكو الاتهامات بشأن تفجير سد "نوفا كاخوفكا"، فقد اتهم الجيش الأوكراني القوات الروسية بتفجير السد، في حين رد الروس الذين يسيطرون على أجزاء من خيرسون باتهام أوكرانيا بتفجيره باستخدام راجمات صواريخ.
بدوره قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية "فجرت محطة كاخوفكا الكهرومائية من داخلها خلال الليل".
ودعت الخارجية الأوكرانية "لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الهجوم الإرهابي الروسي على سد نوفا كاخوفكا".
في المقابل، قال الكرملين إن "أوكرانيا هي التي دمرت السد لحرمان شبه جزيرة القرم من المياه"، مضيفا "نرفض بشدة اتهامات أوكرانيا لروسيا بالمسؤولية عن تدميره".
وأشار الجانب الروسي إلى أن الجزء العلوي من محطة الطاقة الكهرومائية في سد كاخوفكا تم تدميره نتيجة القصف، لكن خزان السد لم يدمر.
ونقلت الوكالة الروسية عن المصدر قوله إن الليلة كانت هادئة، ولم تكن هناك ضربات جوية على السد خلال الليل.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس بلدية "نوفا كاخوفكا" المعين من جانب موسكو قوله إن الجزء العلوي من السد تدمر نتيجة القصف. كما نقلت عن أجهزة الطوارئ قولها إن نحو 80 تجمعا سكنيا ربما تتأثر بدمار هذا السد.
وفيما يخص محطة زاباروجيا النووية أكدت الوكالة أنه لا خطورة وشيكة عليها نتيجة لانهيار سد "نوفا كاخوفكا".
من جانبه، أعلن أولكسندر بروكودين حاكم منطقة خيرسون بدء عمليات إخلاء المناطق القريبة من منطقة كاخوفكا جنوبي البلاد، وقال عبر تطبيق تليغرام أمس " أن منسوب المياه سيصل إلى مستوى حرج".
وفي أول تعليق من كييف، قال مدير مكتب الرئاسة إن تدمير سد "نوفا كاخوفكا" جريمة حرب جديدة من قبل "الإرهابيين الروس"، مضيفا أن روسيا مسؤولة عن حرمان سكان جنوبي خيرسون وشبه جزيرة القرم من مياه الشرب.
بدوره، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن تدمير سد كاخوفكا "جريمة حرب والطريقة الوحيدة لوقف روسيا الإرهابية هي طردها من أوكرانيا"، محذرا من "أكبر كارثة تكنولوجية في أوروبا منذ عقود قد تنجم عن تفجير السد".
في حين قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال إن تدمير محطة كاخوفكا الكهرومائية عمل إرهابي من جانب روسيا وتتحمل المسؤولية الكاملة عنه"، وحذر من أن تفجير السد يهدد بإغراق ما يصل إلى 80 بلدة، وأضاف أن السلطات تعمل "على إجلاء سكان المناطق التي غمرتها المياه عبر قطارات إلى ميكولايف".
من جهته، أفاد مجلس الأمن القومي الأوكراني بأن الرئيس فولوديمير زيلينسكي سيعقد اجتماعا طارئا لقيادة الأركان لبحث تداعيات تفجير هذا السد.
في غضون ذلك، أعلنت أوكرانيا أنها حققت مكاسب قرب مدينة باخموت (شرقي البلاد) التي شهدت معارك دامية طيلة شهور.
وما يزال قطاع باخموت وفق كييف "محور العمليات القتالية"، بعد أن كان مسرحا لأطول معركة في هذه الحرب وأكثرها دموية، وقالت موسكو إنها سيطرت عليه أواخر الشهر الماضي.
وأشاد زيلينسكي أول من أمس بمكاسب ميدانية حققتها قواته قرب هذه المدينة الإستراتيجية، وسخر مما سماه رد الفعل "الهستيري" لموسكو التي أعلنت صد هجمات واسعة النطاق.
وكان مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك قال في تغريدة "ساخرة" إن روسيا "منشغلة بالفعل بشكل نشط في صد هجوم شامل لم يحدث بعد".
وفي الداخل الروسي، قال فياتيسلاف غلادكوف حاكم مقاطعة بيلغورود القريبة من الحدود الأوكرانية إن منطقة شيبيكينو تعرضت خلال أول من أمس لقصف بـ491 قذيفة وصاروخا من عيارات مختلفة.
وأضاف غلادكوف إن سبعة مناطق حدودية في المقاطعة تعرضت للقصف الأوكراني، مشيرا إلى أنه خلف إصابة مدني واحد ووقوع خسائر مادية. إلى ذلك دعت إدارة الطوارئ في منطقة شيبيكينو المدنيين إلى الاحتماء بالملاجئ بعد تعرض بلدة موروم الحدودية للقصف لليوم الثاني على التوالي.
وفي المعسكر المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية في وقت مبكر أمس إنها أحبطت هجوما "كبيرا" للقوات الأوكرانية بمنطقة دونيتسك، وألحقت بهذه القوات خسائر بشرية "ضخمة".
وأضافت الوزارة الروسية أن قواتها دمرت 28 دبابة، من بينها 8 دبابات ليوبارد الألمانية و3 دبابات فرنسية، في دونيتسك.
وكانت موسكو أعلنت أول من أمس صد هجمات على "5 قطاعات من الجبهة باتجاه جنوب منطقة دونيتسك" صباح الرابع من الشهر الحالي. وأشارت إلى أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر "كبيرة" بالقرب من بلدة نيسكوتشني الواقعة بمنطقة دونيتسك، وفي بلدة نوفوداريفكا الواقعة على الحدود بين هذه المنطقة نفسها وجنوب زاباروجيا.
وفي تطور لافت، حذر جهاز أمن الدولة الروسي من أن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تضع خططا لزرع "قنابل قذرة" على الأراضي الروسية.
وقال جهاز أمن الدولة الروسي إن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أنشأت وحدة جوية لتنفيذ أعمال تخريبية ضد روسيا، مضيفا أن هذه الوحدة نفذت 5 طلعات وأصابت منشآت للطاقة.
وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، حذر قائد قوات الحماية من المواد النووية والبيولوجية والكيميائية بالجيش الروسي الجنرال إيغور كيريلوف من أنه "وفقا للمعلومات المتوفرة لدينا، هناك مؤسستان أوكرانيتان لديهما تعليمات محددة لصنع ما تسمى القنبلة القذرة، ودخل عملهما المرحلة النهائية".
وتتكون القنبلة الإشعاعية أو "القنبلة القذرة" من متفجرات تقليدية معبأة بمواد مشعة لنشرها في الغبار وقت الانفجار.-(وكالات)