لكسر إرادتهم وللنيل من ثباتهم الاحتلال يهدم منازل ذوي الأسرى

1686235513595884800
إحدى قريبات الأسير إسلام فروخ تظهر للإعلام حالة منزلهم بعد تفجيره من قبل الاحتلال -(وكالات)

على وقع مساعي الاحتلال للنيل من ثبات الأسرى عبر هدم منازل ذويهم، في محاولة "يائسة" لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وصموده على أرضه، يحتشد الفلسطينيون، اليوم، بالمسجد الأقصى المبارك لحمايته والدفاع عنه ضد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، ومستوطنيه.

اضافة اعلان


ونشطت الدعوات الفلسطينية لتكثيف الاحتشاد والرباط بالمسجد الأقصى، وإحياء "الفجر العظيم"، اليوم الجمعة ضمن الحملة الفلسطينية لحماية المسجد والدفاع عنه، في ظل المخاطر التي يتعرض لها، بفعل ممارسات الاحتلال ومستوطنيه المتطرفين والتصدي لمخططاتهم التهويدية لاستباحة باحاته وتقسيمه.


واستأنف عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، اقتحام المسجد الأقصى، من جهة "باب المغاربة"، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في منطقة باب الرحمة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة.


ونشرت قوات الاحتلال المزيد من عناصرها ووحداتها الخاصة في باحات المسجد الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين وقمع الغضب الفلسطيني العارم ضد جرائمهم وانتهاكاتهم بحق المسجد، بينما واصلت التضييق على دخول المصلين للأقصى، ودققت في هوياتهم واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية.


وتواصلت التحذيرات الفلسطينية من مخططات الاحتلال والجماعات المتطرفة للمساس بالمسجد الأقصى وإحكام السيطرة الكاملة عليه وتهويده، بما ينذر بمزيد من الصدام مع الفلسطينيين.


وحذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، من تخطيط سلطات الاحتلال العنصرية ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، وعلى رأسها المسجد الأقصى، لتقسيمه مكانيا، والسماح للمتطرفين المستوطنين بالصلاة فيه، وإلغاء الوضع التاريخي والقانوني القائم فيه.


وأكد أن ذلك سوف يشعل حربا دينية تطال العالم بأكمله، ولن يسلم من حريقها أحد، محملا سلطات الاحتلال عواقب لعبها بالنار.


وندد الشيخ حسين، في تصريح له أمس، بمحاولات الاحتلال اليائسة لتغيير الوضع التاريخي القائم، والتي تسارعت مؤخرا بشكل كبير، من خلال تزوير الحقائق وتزييف التاريخ، مؤكدا أن تاريخ المسجد الأقصى يعرفهالقاصي والداني، والهيئات الدولية والرسمية، وهو للمسلمين وحدهم دون سواهم، ويأبى القسمة والمشاركة.

 

وناشد المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، والتدخل العاجل للجم جماح سلطات الاحتلال، ومنعها من تنفيذ ما تخطط له ضد المسجد الأقصى، واتخاذ القرارات العملية لدرء الأخطار المحدقة بالمقدسات الدينية.


وشدد على أن الشعب الفلسطيني مصر على الدفاع عن المسجد الأقصى، مهما بلغت التضحيات، وأن الاحتلال إلى زوال عاجلا أم آجلا.


وفي نفس السياق؛ حذرت وزارة شؤون القدس في السلطة الفلسطينية، من مخطط الاحتلال ومستوطنيه لتقسيم المسجد الأقصى، معتبرة أنه دعوة لحرب دينية، معتبرة أن "الادعاء بأن المسجد ليس للمسلمين، والدعوة للسماح لليهود باقتحامه من كل أبوابه، هو لعب بالنار".


وأشارت إلى أن المخطط الداعي لاستيلاء المستوطنين على منطقة قبة الصخرة مقابل بقاء المصلى القبلي لصلاة المسلمين، يضع المسجد الأقصى في دائرة الخطر الشديد، ويعد عدوانا صارخا على مشاعر وعقيدة المسلمين حول العالم، وتعبير عن صلف وتطرف حكومة الاحتلال. وشددت على أن ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن التقسيم والاستيلاء على الأقصى، فضلا عن كونه مرفوضا ومستهجنا؛ فإن تطبيقه سيؤدي إلى حرب دينية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.


ولفتت إلى أن المخطط هو الأكثر خطورة، ويستهدف المسجد الأقصى منذ الاحتلال العام 1967، وهو مؤشر خطير على تصاعد استهداف المسجد بدءا بالاقتحامات العام 2003، ومرورا بدعوات التقسيم الزماني والصلوات والطقوس التلمودية.


وأكدت أن المسجد الأقصى بمساحته الكاملة وهي 144 دونما، هو للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد ولا يقبل القسمة ولا التقسيم، لافتة إلى أن الشعب الفلسطيني الذي أحبط مؤامرة البوابات الإلكترونية والتقسيم الزماني والمكاني، لن يسمح بتمرير المخطط الإرهابي.


وفي الأثناء، نددت الفصائل الفلسطينية بمواصلة الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين، أسوة بقيامه أمس بتفجير منزل عائلة الأسير إسلام فروخ (26 عاما) بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، وتبلغ مساحته 250 مترا مربعا، ويأوي والدي الأسير وشقيقاته الأربع، في إطار سياسة "العقاب الجماعي" التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.


وأكدت حركة "حماس" أن تفجير وهدم بيوت الأسرى والمقاومين "جريمة صهيونية سترتد عليه، وستزيد الشبان الفلسطينيين قوة وإصرارا وستشعل المقاومة في وجه المحتل المتطرف".


وشددت على أن "جرائم الاحتلال لن تنجح في إرهاب الشعب الفلسطيني والنيل من عزيمته، في ظل تمسكه بأرضه والدفاع عنها ضد المحتل ومستوطنيه"، مبينة أن "الوحدة الوطنية الفلسطينية هي أقوى سلاح لمواجهة العدو الصهيوني الغاشم".


من جانبها قالت حركة "الجهاد الإسلامي" أن "هـدم المنـازل لـن يكـسر إرادة الشـعب الفلسطينـي الصـامـد الـذي يعـرف أن طـريـق التحـرير يمـر بتضحيـات كبيـرة."


وأكدت الحركة أن المقـاومـة فـي الضفـة الغربية "تـزداد صـلابـة، وامتـدادهـا يصـل إلـى كـل المـدن والقـرى"، مؤكدة أنه "لا سبيـل أمـام الشعب الفلسطيني سـوى استمـرار الاشتبـاك والمـواجهـة مـع الاحتلال".


بدورها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن "تفجير قوات الاحتلال منزل الأسير فروخ، هو تعبير مكثف عن عجز الاحتلال وفشل سياساته وجرائمه المستمرة بحق الفلسطينيين".


وبينت الشعبية، أن "هدم منازل أهالي الأسرى والشهداء لن يكسر إرادتهم، وحالة الالتفاف الشعبي مع العائلات وتصدي الشبان لجرافات الهدم تأكيد على أن الشعب يحتضن المقاومة، وسيفشل بصموده وإرادته سياسة العقاب الجماعي".


من جانبها، اعتبرت حركة "المجاهدين" الفلسطينية، أن "هدم الاحتلال الإسرائيلي منزل الأسير فروخ، يعد إفلاسا وعجزا يعيشه الاحتلال أمام إرادة الأسرى".


وأكدت أن "الجريمة تأتي امتدادا لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني لثنيه عن طريق المقاومة، ولكنها لن تفلح في كسر عزيمة الشعب ومقاومته"، داعية إلى "الالتفاف حول المقاومة الفلسطينية، ضد عدوان الاحتلال ومستوطنيه".

 

اقرأ المزيد : 

الاحتلال يعزز قواته "بالأقصى".. والفلسطينيون يحتشدون اليوم للدفاع عنه