فهد نوفل.. مصارع بطل يدمّره حادث سير ويتخلى عنه الجميع

اضافة اعلان

عمان- يُسلط برنامج “رياضيون منسيون” الضوء كل يوم أربعاء، على قصة واحد من الرياضيين الأردنيين القدامى، في مختلف الألعاب الفردية والجماعية.

فهد زكي يوسف نوفل، يبلغ من العمر (46 عاما)، بدأ مسيرته مع رياضة المصارعة في العام 1985، ومثل المنتخب الوطني العام 1989، قبل أن يضع حدا لمسيرته كلاعب العام 1999، ثم اتجه إلى عالم التدريب الذي تركه مكرها العام 2011 بعد تعرضه لحادث دهس، وأحرز أول ميدالية ذهبية لرياضة المصارعة الأردنية بالبطولة العربية في سورية العام 1990، ونال الوسام الملكي للتفوق في العام ذاته من المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال.

وفي الحلقة الجديدة من البرنامج الذي يعرض اليوم، على موقع “الغد” الإلكتروني (www.alghad.com) وعبر صفحات “الغد” على منصات التواصل الاجتماعي، يروي فهد نوفل فصولا مثيرة من حياته، بعدما تخلى عنه الجميع، في الوقت الذي كرس فيه حياته وضحى بتعليمه ومستقبله من أجل رياضة المصارعة.

بداية المشوار

يقول فهد نوفل: “بدأت مشوار المصارعة في سن 11 عاما مع نادي الاتحاد، وبعد عام واحد فقط أصبحت لاعبا للمنتخب الوطني للناشئين، وبعدما قرابة العامين مثلت المنتخب الوطني للرجال، لقد وجدت نفسي في هذه الرياضة وكنت مميزا بها وأحرز ميدالية ذهبية على المستوى المحلي كل عام”.

ويضيف: “أول مشاركة خارجية لي كانت في العام 1989 ببطولتي دمشق الدولية وصدام الدولية، وأحرزت بالبطولتين المركز الرابع، وفي العام 1990 شاركت في البطولة العربية بنسختها الخامسة في سورية، وأحرزت أول ميدالية ذهبية للأردن في تاريخ رياضة المصارعة منذ تأسيس اتحاد اللعبة العام 1982، كما أحرزت الميدالية الذهبية الثانية في البطولة العربية السادسة التي أقيمت بمدينة أسفي المغربية العام 1993”.

ويتابع نوفل: “شاركت في الدورة العربية بنسختها السابعة في لبنان، وأحرزت بها المركز الرابع، كما أحرزت الميدالية الفضية ببطولة الفجر الدولية في إيران، ونلت الوسام الملكي للتفوق من المغفور له بإذن الله، الملك الحسين بن طلال، العام 1990، وهذا شرف كبير لي ووسام عز وفخر على صدري، كما حصلت على شهادتي تقدير من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ووزير الشباب صالح رشيدات آنذاك”، لافتا إلى أن آخر إنجازاته كانت بحصوله على الميدالية البرونزية في الدورة العربية “دورة الحسين” العام 1999، ليقرر بعدها اعتزال رياضة المصارعة لاعبا، واقتحام عالم التدريب مطلع العام 2000.

ويشير فهد نوفل -الذي تولى تدريب المنتخب الوطني لفئتي الناشئين والشباب: “لقد تعرضت لحادث دهس في العام 2011، وذلك أثناء خروجي في نزهة عائلية؛ إذ عندما كنت متوجها لأداء الصلاة في المسجد، خرجت سيارة عن السيطرة واصطدمت بي، وسببت لي جروحا قطعية وكسورا ونزيفا داخليا استدعى دخولي إلى العناية المركزة لقرابة 30 يوما، كما أصبت بشلل كامل في الأطراف السفلية وأعيش اليوم على الصفائح”.

وضع مؤسف

ولدى سؤاله عن وضعه الحالي، يُجيب فهد نوفل بصوت خافت حزين: “أنا بدون عمل منذ قرابة 9 أعوام وعندي 5 أولاد، ابني الأكبر أنهى الثانوية العامة ولا أملك القدرة على تعليمه، وعندي طفلان بحاجة إلى مستلزمات أساسية، وهذه الأمور أرهقتني لكوني لا أملك أي مصدر دخل من أجل سد احتياجات بيتي”.

وكان نوفل قد حاول مرارا وتكرارا العودة إلى بيته (اتحاد المصارعة) الذي نشأ فيه، لكن محاولاته لم يكتب لها النجاح، بقوله: “قدمت للاتحاد الأردني للمصارعة أكثر من 5 مرات كوني كنت لاعبا ومدربا في السابق وأعتبر اتحاد اللعبة جزءا من عائلتي، لكن الرد كان يأتي دائما بالرفض، وما أزال أجهل الأسباب”.

وناشد المصارع فهد نوفل، أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة، مساعدته للحصول على ترخيص (كشك) من أجل إعالة أسرته وسد احتياجاته، مشيرا: “لقد تقدمت بأكثر من طلب إلى أمانة عمان الكبرى للحصول على ترخيص كشك في منطقة مناسبة، حتى يصبح لدي مصدر دخل ثابت، لكن الرد لم يكن إيجابيا على الإطلاق، رغم أنني أعاني من عجز بنسبة 75 %”.

وعبر نوفل عن أسفه إزاء الأوضاع التي بات يعيشها اليوم، مستطردا: “تخلى عني الجميع، لقد انقضت 9 أعوام على الحادثة التي تعرضت لها، ولم تجد صرخاتي أي اهتمام”.

وأتم حديثه بالقول: “المصارعة هي رياضة الفقراء، نحن نمتلك خامات كبيرة على مستوى هذه الرياضة، لكنها بحاجة إلى اهتمام أكبر من قبل المعنيين، أقولها وبكل أسف.. أنا إحدى ضحايا رياضة المصارعة في الأردن”.