التحول الرقمي والحفاظ على المياه

وصفي الصفدي يعتبر الأردن من البلدان التي تعاني من شح مائي وتعتبر حصة الفرد حسب المؤشرات العالمية من النسب المنخفضة عالميا بحيث تبلغ حصة الفرد 100م مكعب سنويا مقارنة مع 500م مكعب في البلدان الأخرى مع عجز مائي يقدر بنحو 400 مليون م مكعب سنويا. ويعتبر الأردن من الدول التي نجحت في إيصال الخدمة لـ95 % من السكان وتقديم خدمات الصرف الصحي لـ63 % من سكان المملكة، بحسب تصريحات وزارة المياه. رغم إيصال الخدمات المائية لـ 95 % من السكان، ما زلنا نعاني من خدمة إيصال المياه بموعدها ويشتكي الكثير من سوء الخدمات المقدمة من قبل الشركة المسؤولة عن توزيع المياه وتأثيرها على ممارسة حياتنا اليومية بشكل طبيعي وما يترتب عليه من ضغوط معنوية ومادية نتيجة هذا الشح والاعتماد على مصادر بديلة لتأمين الاحتياج اليومي من المياه بما يرتب مبالغ إضافية على عاتق العوائل الأردنية نتيجة ارتفاع الأسعار وخاصة على أصحاب الدخول المحدودة. نحن نعلم ونسمع دائما عن مشاريع السدود وناقل الديسي ومحطات التنقية وغيرها من المشاريع التي ما تزال قيد البحث مثل إنتاج الماء من الهواء، تحلية مياه البحر، ومحطات تحلية جديدة، وايضا نسمع أن هناك الكثير من الفقد المائي وهذا الفقد يقدر بنحو 45 % ما بين اهتراء البنية التحتية والسرقة. مع التطور التكنولوجي والتحول الرقمي، بادرت بعض الدول لاستخدام التكنولوجيا في تحسين الخدمات المائية وتخفيض كلف التشغيل، وتحسين العمليات التشغيلية، وتحسين خدمة العملاء، وتحسين نسبة الفاقد، ونوعية المياه، وإدارة شبكات التوزيع، ومعالجة الاختلالات نتيجة سوء البنية التحتية، ومكافحة السرقة والاعتداء على مصادر المياه. تقوم فكرة التحول الرقمي بقطاع المياه على استخدام الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة التي تساعد على بناء منظومة تشغيلية تساعد في مراقبة الاداء وتحسين الخدمة المقدمة بحيث يتم الاستفادة من إنترنت الأشياء من خلال مستشعرات خاصة بالبنية التحتية بحيث تستخدم هذه المستشعرات للأغراض التالية: - مراقبة نوعية المياه ونسبة التلوث - مراقبة قوة الضغط للمياه بالشبكة - مراقبة المضخات وكفاءتها - العدادات الذكية - طائرات الدرون هذه بعض الأدوات المتاحة للاستفادة من التكنولوجيا وبوجد نظام مراقبة بمركز الشركة ونظام إدارة علاقة العملاء ونظام الفوترة وبيانات ضخمة معززة بالذكاء الاصطناعي بحيث يتم تطوير خوارزمية لمراقبة الخدمات ووصول المياه للعدادات الذكية بنسبة الضغط المطلوبة مع مراقبة كفاءة الشبكة من خلال القراءات من العداد والقراءة من الخطوط الرئيسة بحيث يمكن أن نعرف بطريقة مباشرة أي ضعف أو فاقد بالشبكة أو أي اعتداء بالسرقة بحيث يطلق النظام إنذارا مباشرا لمركز المراقبة. جميع هذه المستشعرات يمكن أن يبرمج عليها نظام خوارزميات وبمساعدة الذكاء الاصطناعي يمكن تحسين أداء هذه الخوارزميات لتحسين الخدمة المقدمة للعملاء ومراقبة الشبكة بشكل أفضل، أتمتت العمليات التشغيلية الخاصة بالمضخات وبرامج التوزيع وبرامج التعويض عند وجود انقطاع مبرمج أو عطل في الشبكة بحيث نستخدم البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لمعرفة كمية الاستهلاك اللازمة حتى موعد الضخ القادم وتعويض جزء من الانقطاع بدون التأثير على حصة الغير أو دورهم المبرمج مع العلم أن الانقطاع يمكن تعويضه بالكامل كونه لم يتم ضخ الكمية للعملاء. بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال نظام إدارة علاقة العملاء يتم ابلاغهم بأي تأخير أو عطل بالشبكة، اعلامهم عن بداية الضخ وتنبيه المشترك في حال ملاحظة أي زيادة بالاستهلاك بالاعتماد على القراءات السابقة لتجنب أي مشاكل بخطوط الشبكة المنزلية وأيضا مراقبة أداء الشبكة بعد إعادة الضخ إذا هو ضمن المعايير الموضوعة التي تضمن ايصال المياه للخزانات بالمنزل. طبعا يمكن تطبيق كل معايير السلامة وكفاءة العملية التشغيلية من خلال الحساسات أو المستشعرات على الخطوط الرئيسية، ومصادر المياه، ومحطات التوزيع أو ما يسمى بالمنظومة الشاملة للمياه.اضافة اعلان