مذكرة نيابية: طرد السفير الإسرائيلي ووقف المعاهدات مع الاحتلال

مذكرة النواب لطرد السفير الإسرائيلي من عمان-(تصوير: أمير خليفة)
مذكرة النواب لطرد السفير الإسرائيلي من عمان-(تصوير: أمير خليفة)

جهاد المنسي

عمان - طالب النواب أمس، بطرد السفير الصهيوني من عمان، وسحب سفيرنا من تل أبيب، معربين عن تقديرهم لصمود الشعب الفلسطيني، ومثمين الهبة الأردنية تضامنا مع المسجد الأقصى وقطاع غزة.

اضافة اعلان

وتمسكهم بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، داعمين لموقف جلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن الأقصى.


وسلم النواب مذكرة موقعة من أعضاء المجلس، رافعين لافتات تحمل عبارات: "الوصاية على المقدسات هاشمية"، و"نعم لطرد السفير الإسرائيلي من عمان"،.

كما وضعوا على صدورهم بطاقات كتب عليها "لا لتهويد القدس.. متضامنون مع حي الشيخ جراح"، فيما وعدت الحكومة بدراسة المذكرة.


جاء ذلك في جلسة عقدها مجلس النواب أمس، برئاسة رئيسه عبد المنعم العودات، لبحث الاعتداءات الصهيونية على المقدسات في القدس والعدوان على غزة، وأدار جزءا منها النائب الأول أحمد الصفدي.


واستمرت الجلسة نحو 6 ساعات، تحدث فيها 103 نواب، وأعلن فيها رئيس الوزراء بشر الخصاونة، بان الحكومة والنواب في مركب واحد، وان الحكومة في حال تسلمها للمذكرة النيابية ستتدرسها، وستعود للمجلس للتشاور.


واستهلت الجلسة بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء في فلسطين، ومن ثم أعلن العودات بأن وزير الداخلية مازن الفراية، أبلغ المجلس بعدم وجود معتقلين جراء المسيرات الأخيرة لنصرة فلسطين، وان الشابين اللذان عبرا الحدود إلى فلسطين، عادا سالمين وهما بين أهليهما.


وقال العودات انه منذ اللحظات الأولى لتدهور الأوضاع في القدس، والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، والمجلس يتابع التطورات المأساوية والاعتداءات الهمجية التي يتعرض لها الفلسطينيون على أرضهم باهتمام.


وأضاف أن رئاسة المجلس ولجنة فلسطين النيابية وبالتنسيق مع الفلسطينيين، قامت بحملة اتصالات واسعة النطاق على مستوى الاتحاد البرلماني العربي، والاتحاد البرلماني لدول منظمة التعاون الإسلامي، ومجموعات برلمانية دولية، للفت الانتباه إلى خطورة هذه التطورات على حياة ومستقبل الفلسطينيين، وأمن واستقرار المنطقة.


وبين انه تحققت على هذا الصعيد، خطوات مهمة باتجاه التركيز على جرائم الكيان الصهيوني، والمسؤولية القانونية والأخلاقية للمجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته، بإلزام ذلك الكيان المتمرد على القوانين الدولية ومحاسبته، والتنديد بسلوكه العنصري، وممارساته اللإنسانية، وتهديده الدائم للسلام العالمي، برفضه الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني

.
وقال "أول من أمس تشرفت أنا ورؤساء لجان المجلس بلقاء جلالة قائدنا الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، الذي أكد من جديد على العلاقة الخاصة التي تجمع بين الأردنيين والفلسطينيين.

وقال بشكل صارم لا يوجد دولة تدعم الفلسطينيين أكثر من الأردن، وأننا لن نغير موقفنا أبدا فيما يخص هذه الحقوق ، وكذلك بالنسبة للقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية".


وقال "ما أريد التأكيد عليه اليوم أن الاتصالات التي أجراها جلالة الملك، تركزت على ضرورة حل جوهر الصراع، إلى جانب جهود وقف الغارات الوحشية على غزة، لأن ما يجري حاليا، نتيجة للممارسات الإسرائيلية، وبالتالي لا بد من حل الصراع من أساسه، وإلا فالوضع سيظل يتفجر من وقت لآخر.


وأضاف إن وحدة موقف الدولة في هذه الظروف العصيبة من أولى الأولويات، وجميعنا على قلب رجل واحد فيما يتعلق بالقدس وفلسطين، وبكل شأن يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومصالح بلدنا وأمنه واستقراره.


الخصاونة قال إن "كل فرد في الحكومة والمجلس، ينتمي لشهيد أو شخص دافع عن حمى فلسطين، وندعم الكل الفلسطيني وخياراتنا مفتوحة، ونحن في مركب واحد، ولا يوجد بلد قدم لفلسطين في العالم أكثر من الأردن وقيادته وشعبه، لتحصيل الحقوق الفلسطينية، واقامة الدولة الفلسطينية".


وأضاف إن "الأردن حوصر نتيجة مواقفه من القضية الفلسطينية، وتكسرت على صخرته محاولات تصفية للقضية الفلسطينية، والأردن يدعم كل فلسطين، ولا يدعم فصيلا بعينه، والحكومة حكومة وطنيين وليست حكومة ليبراليين أو ليبراليين جدد، وهي حكومة تدافع عن الكرامة والمبدأ، وتدافع عن الأردن ليكون نصيرا للحق الفلسطيني".


وبين الخصاونة ان المذكرة "بطرد السفير الإسرائيلي من عمان، سلمت للحكومة، وهي الآن على طاولة المجلس، وان أمانته العامة ستدون توصيات المجلس وسترسل للحكومة".


وكان الخصاونة استهل بالقول إن الأردن يمتلك كل الخيارات، القانونية والدبلوماسية، وسيستثمرها لحماية الأشقاء في فلسطين ولجم العدوان الإسرائيلي، والتأكد بشكل كامل بألا مكان لتلك الجرائم.


وأضاف أن الأردن بقيادة جلالة الملك، سيبقى سندا ومدافعا عن القضية الفلسطينية والقدس والمقدسات، وشوكة في حلق مكائد استهداف القضية الفلسطينية وأي محاولات للالتفاف على الشعب الفلسطيني، وأولها حقه بإقامة دولته الفلسطينية.


وحيا الخصاونة أرواح شهداء فلسطين ممن ارتقوا في جرائم الاحتلال الأخيرة الى السماء، لينضموا إلى قوافل شهداء فلسطين والأردن والعرب، دفاعا عن القضية الفلسطينية.


ونوه بان الأردن، الأقرب للفلسطينيين والأكثر شعورا بوجعهم ولمسا لآمالهم.

وقال سنبقى إلى جانبهم ومعهم في نضالهم وصمودهم حتى تحقيق أهدافهم، فالاحتلال الإسرائيلي هو الاحتلال الوحيد الباقي في هذا القرن الذي يتنادى به العالم للسلام، وحمل إسرائيل وحدها مسؤولية العدوان وكافة تبعاته.


وحول الأردنيين المتظاهرين في الشوارع، قال نفخر بكم وبمواقفكم المشرفة إزاء نصرة الأهل في فلسطين، وغضبتكم هي غضبة الأردن قيادة وشعبا ومؤسسات، والأردن القوي هو الأقدر على مواصلة مسيرة النضال ودفع الظلم عن فلسطين، والدفاع عن القدس، وهذا النهج القويم لن نحيد عنه ابدا.


وأضاف أن جرائم الاحتلال "أعادت التجديد والتأكيد على أن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار ما لم تحل القضية الفلسطينية"، لافتا إلى أنه واهم من يعتبر بأن المنطقة ستنعم بالاستقرار ما لم تحل القضية.

واشار أن الأردن زود الأشقاء في فلسطين بكافة الوثائق لتمكين أهالي الشيخ جراح من الثبات والصمود أمام كافة الاستهدافات الرامية لتغيير طبيعة الديموغرافيا في القدس.


نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، قال إن الأردن لم ولن يكون إلا الأقرب لأشقائنا الفلسطينيين، والداعم لقضيتهم العادلة والمدافع عن القدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية.


وأضاف أمام مجلس النواب أمس، أن المملكة تكرس كل إمكاناتها لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتلبية حقوق الفلسطينيين المشروعة.


وأكد أن العمل على تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق كاملة دائما، يقوده جلالة الملك، وقبل التصعيد والأوضاع الخطرة التي تشهدها أراضيهم،.

 واوضح أن الأردن يدرك ويعمل دائما لتلبية حقوقهم، فالمنطقة كلها لن تنعم بالأمن والاستقرار والسلام ما لم ينعموا بحقهم بالأمن والاستقرار والسلام.


ولفت الصفدي إلى أنه ومنذ اندلاع الأحداث الأخيرة وجلالة الملك، يقود جهودا أردنية لم تنقطع بالتنسيق مع أشقائنا في فلسطين والأشقاء العرب، وبالتواصل مع عواصم العالم في أميركا وأوروبا وروسيا وغيرها من دول العالم، للوصول إلى حلول ومواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم على فلسطين.


وأوضح أن رسالة الأردن واحدة، وهي أن على الاحتلال وقف ممارساته اللاقانونية واللاإنسانية واللاشرعية التي تعتدي على الشعب الفلسطيني.

وتقوض جهود تحقيق السلام العادل والشامل والذي لن يكون دائما، إلا إذا لبى الحقوق الفلسطينية المشروعة وتقبله الشعوب بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.


وتابع الصفدي "استمرت الجهود الأردنية التي لم تنقطع، وهي مستمرة الآن لإيقاف العدوان الإسرائيلي"، مشيرا إلى مشاركة الأردن في الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن، ورسالتنا واضحة "بأن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن التصعيد ويجب إنهاء عدوانها على غزة، وممارساتها اللاخلاقية واللاإنسانية، وأن إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال هي المسؤولة عن كل ما يجري وعليها تقع مسؤولية وقف التصعيد وعدوانها على الشعب الفلسطيني".


وشدد الصفدي على أن الاحتلال، أساس الشر كله، وكل ما تشهده المنطقة من تصعيد مرده الاحتلال الذي يجب أن ينتهي.


وجدد الصفدي تأكيد جلالة الملك أن القدس خط أحمر، والعبث بالقدس عبث بالنار واستفزاز لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم كله، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، هي المهمة الأسمى التي يكرس جلالة الملك كل إمكانات المملكة لها، لأن حماية المقدسات والهوية العربية والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم هو حماية لفرص تحقيق السلام.


وأكد الصفدي أن إسرائيل تقوض كل فرص تحقيق السلام في المنطقة، والأردن مستمر بالتصدي للإجراءات التي تحاول أن تنسف قاعدة الأرض مقابل السلام التي قامت عليها العملية السلمية، والصوت الأردني قوي وفاعل والاتصالات التي قادها جلالة الملك مع كل عواصم القرار بالعالم كان لها دور وأثر في بلورة موقف دولي يختلف عن مواقف سابقة في كثير من جوانبه.


واضاف أن الاتصالات مستمرة ومتواصلة، ولن يقف الأردن ولن يتوقف عن جهوده قبل إنهاء هذا العدوان الغاشم على قطاع غزة، وقبل أن تتوقف كل الممارسات التي تستهدف الحق الفلسطيني وتسعى إلى فرض حقائق جديدة على الأرض.


وفيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك، أكد انه للمسلمين، ولم ولن يقبل الأردن غير ذلك، وهو في اشتباك دائم لحماية هذه الحقيقة التاريخية والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم.


وأشار إلى أن الأردن ومنذ بداية أزمة أهالي حي الشيخ جراح كان على تواصل وتنسيق مستمر مع أشقائنا في فلسطين من أجل إسنادهم، والحؤول دون ترحيلهم من بيوتهم من قبل سلطة الاحتلال.


ودعا الصفدي العالم للتحرك فورا، ليس فقط لوقف العدوان الحالي، بل من اجل التحرك لإنهاء جوهر الصراع وفقا للأسس التي تلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني سبيلا وحيدا للحل.


بدوره؛ اكد رئيس لجنة فلسطين النيابية محمد الظهراوي على صلابة الموقف الأردني ضد العدوان الإسرائيلي على فلسطين، منوها بإن الفلسطينيين قالوا كلمتهم في وجه من اعتقد بأن فلسطين قُسّمت جغرافياً، لافتا الى أن الموقف الأردني واضح، فالأردن دائماً كان بجانب الفلسطينيين للدفاع عن حقوقهم.


واجمع النواب في كلماتهم على ضرورة طرد السفير الإسرائيلي من عمّان، واستدعاء السفير الأردني في تل ابيب، ورفضهم للعدوان على قطاع غزة، والقدس والداخل الفلسطيني والضفة الغربية، ووقف كافة الاتفاقيات والمعاهدات مع الاحتلال، وعلى رأسها معاهدة السلام وادي عربي، واتفاقية الغاز.


وقال نواب إن الاحتلال عصابة قامت على المذابح في فلسطين، وأصبح قادتها رؤساء للكيان، وأن الاحتلال قام على قانون الغائبين بأخذ أملاك كل غائب قتل أو هجر من أرضه.


وأكدوا انهم يقفون وقفة عز وفخار أمام جهود جلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية والتي أعادت الزخم الدولي لها، فالأردن شريك للفلسطينيين في نضالهم لنيل حقوقهم.


وقالوا إن كافة الشعوب المؤمنة بالحرية وقفت مع المرابطين في فلسطين، والمعركة هي بين من يمتلك الارادة والفداء وفاقد للشرعية والأخلاق.