عجلون: الأمطار تدفع لزراعة الغراس وبذر الحبوب

أراض زراعية في محافظة عجلون - (أرشيفة)
أراض زراعية في محافظة عجلون - (أرشيفة)
عامر خطاطبة عجلون - برغم أن الكميات التراكمية للأمطار التي هطلت على محافظة عجلون، لم تتجاوز حتى اللحظة زهاء الـ80 ملم، لكنها لم تثن المزارعين عن القيام بزراعة أشجار مثمرة، وبذر أنواع من الحبوب المختلفة، سيما مع تواتر أنباء حول الطقس تنبئ بوجود منخفضات عميقة وأمطار غزيرة مقبلة. كل هذا فتح شهية المزارعين، لبدء حراثة أراضيهم وبذرها بالحبوب كالقمح والفول، وغرس أشجار مثمرة، كالزيتون والعنب والتفاحيات والحمضيات واللوزيات وغيرها الكثير، مستبشرين خيرا بتحسن الموسم المطري، الذي بدأ يوفر نسبة رطوبة جيدة في التربة، يقترب من "الوسم" الذي تعتمد عليه زراعاتهم البعلية من الزيتون، ومختلف الأشجار البعلية، والكثير من أنواع المحاصيل الحقلية والحبوب. ويقول محمد يوسف أبو حمزة، إنه لاحظ أثناء حراثة أرض كثير من المزارعين، وجود نسبة رطوبة جيدة في التربة، ما يعد مؤشرا على "الوسم"، وبالتالي دفع المزارعين إلى تحين الفرصة المواتية والأيام المشمسة لحراثة أراضيهم، واستغلالها بزراعة المحاصيل الحقلية والحبوب والأشجار المثمرة التي تعتمد عليها كثير من الأسر. وأكد أن كميات الهطل المطري في الفترة الأخيرة، ووجود أنباء عن منخفضات ممطرة مقبلة، سيحسن من الموسم الزراعي وسيؤدي الى نجاح انواع الزراعات التي تعد مصدر رزق اساسي لكثير من المزارعين. ويقول المزارع أبو أسامة الخطاطبة، إن الأمطار الأخيرة والمتوقعة في الشهر الحالي، ستحفز مزارعي المحافظة على استثمار مساحات زراعية شاسعة بزراعة الحبوب المبكرة، كالحمص والفول، الى جانب أنواع أخرى من البذار والأشجار المختلفة، مؤكدا أنه بذر في أرضة قبل بضعة أيام، انواعا متعددة من الحبوب. وزاد أن الأمطار الهاطلة مؤخرا، والمتوقعة مع موعد دخول أربعينية الشتاء خلال ايام قليلة، تطمئن قلوبهم على وقوع موسم مطري جيد، وتمنح الدافعية للكثير من المزارعين لاستغلال المساحات الصالحة للزراعة. وأكد المزارع أحمد فريحات، أن ما زاد من تفاؤل المزارعين، هو غزارة الأمطار السابقة وتسجيلها لهطل مرتفع يقترب من الـ20 ملم في كل شتوة، مشيرا إلى أن بعض المزارعين استغلوا الأيام القلية الماضية لحراثة أراضيهم، كما أن الكثير منهم ينتظرون جفاف التربة سطحيا ولفترة مؤقتة، لحين حراثتها وتسميدها وبذر الحبوب المختلفة وزراعة الأشجار المثمرة. وأوضح أن تشبع التربة السطحية لتصل إلى زهاء الـ15 سم بالمياه، يعد مؤشرا على حدوث "الوسم" الزراعي، مؤكدا أن هذه الكمية من رطوبة التربة، ستؤدي إلى ربيع غني بتنوعه، وتستغله كثير من الأسر في التبقل، كما أنها تسهم بري الزراعات الحديثة من الأشجار. وأكد مدير زراعة عجلون المهندس حسين الخالدي، أن كميات الأمطار التي اقتربت من 80 ملم، ستكون لها آثار إيجابية وكبيرة على المزروعات بشتى أنواعها، لافتا إلى أثرها الإيجابي على الأشجار والغابات والمراعي، ما يعزز آمال المزارعين ومربي الثروة الحيوانية، داعيا إلى استغلال مشاريع الحصاد المائي في المزارع والمنازل وعمل الآبار لتخزين المياه لاستغلالها للري والزراعة. وأوضح أن الأمطار الأخيرة وفرت رطوبة جيدة في التربة، ستساعد على إنبات البذار، كما أن الكميات المتوقع هطولها قريبا سترفع نسبة الرطوبة في التربة، بحيث ستساعد على إنبات البذور البرية التي ستتشكل منها المراعي الطبيعية، وستوفر للمزارعين فرصة مواتية لزراعة الحبوب والغراس بجميع أنواعها. وزاد، أن تساقط المزيد من الأمطار في الايام المقبلة، سيمنح الموسم الزراعي دفعة جيدة لإنعاش المزروعات والأشجار المثمرة والحرجية وإزالة خطر الجفاف، وتسهم بتوفير ظروف ملائمة لإنجاح زراعة المحاصيل الشتوية في الأراضي التي جهزت، وسقاية الأشجار وتوفير مخزون مائي للأودية والينابيع والسدود، وإدامة الحياة النباتية ونمو الأزهار وإدامة خضرة الأشجار خصوصا البرية. وأضاف أن هطول الأمطار في مثل هذا الوقت من العام "يُحقق فوائد متعددة للمحاصيل الحقلية، وخصوصا الزراعات المكشوفة والشجرية، كالحمضيات والمراعي، وينعكس إيجابًا على الأعباء المادية الملقاة على عاتق المزارعين، من حيث تقنين عمليات الري، والحد من عمليات الرش والمكافحة، بحيث تسهم مياه الأمطار وانخفاض درجات الحرارة بتقليل إصابة المحاصيل بالأمراض والآفات الحشرية، إلى جانب غسيل التربة، والتقليل من نسبة الأملاح فيها وتجديد حيويتها، إضافة إلى استدامة نمو المراعي، ما يوفر كلفًا كبيرة على مربي الثروة الحيوانية وبالتالي تخفيض الحاجة إلى الأعلاف". وأوضح الخالدي، أنه من المبكر الحديث عن تفجر الينابيع، والذي عادة ما يحدث عقب أن تتجاوز المحافظة 400 ملم، وهو ما يعد دليلا يطمئن المزارعون من خلاله على اكتفاء الموسم، ما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في أودية كفرنجة وراجب وعرجان إلى مستويات كبيرة، ما يضمن إدامة جريان الأودية خلال أشهر الصيف، ما يتيح للمزارعين سقاية أشجارهم المروية صيفا. وكان تساقط الأمطار استمر اليومين الماضيين في جميع مناطق المحافظة بغزارة، متسببا بتشكل السيول وفيضان الشوارع، بحيث ارتفع منسوب المياه على الطرقات إلى زهاء 10 سم جارفة معها الأتربة ومخلفات الإنشاءات. إلى ذلك، أعدت لجنة السلامة العامة والجهات المعنية في المحافظة خطط طوارئ للتعامل مع الظروف الجوية السائدة والمتوقعة خلال الأيام القادمة.

إقرأ المزيد : 

اضافة اعلان