وادي الأردن: الحمى القلاعية تربك سوق الألبان.. وخسائر لمربي الماشية

حابس العدوان

وادي الاردن - يواجه مربو الماشية في وادي الاردن تحدياً كبيرا، يتمثل بإصابة مواشيهم بفيروس الحمى القلاعية، ما يؤثر سلبيا في مصدر رزقهم الوحيد، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة، تعيشها مختلف مناطق المملكة، الى جانب ما قد يلحقه هذا المرض من إرباك في سوق الألبان والأجبان، جراء تأثير منتجات المواشي المصابة على الصحة العامة.اضافة اعلان
حالات نفوق ونقص في انتاج الحليب ومشتقاته، وعدم صلاحية لهذه المنتجات التي يجب ان اتلافها فورا، كلها نجمت عن إصابات مواشيهم بالحمى القلاعية، ووضعتهم في مواجهة قاسية مع خسائر كبيرة، ناهيك عما ينجم عن هذا المرض من أخطار على الصحة والسلامة العامة، في حال بيعت هذه المنتجات، من حليب واجبان في الأسواق للمواطنين او التجار، فتحت ظل حجم الخسائر التي قد يقع فيها مربو الماشية، يعمد بعضهم الى بيعها لتقليل خسائر برغم خطورة هذا الامر على الصحة العامة.
ويتسبب الفيروس في حال انتقاله الى الانسان، بظهور طفح جلدى على اليد والقدم وارتفاع في درجة حرارة الجسم، والتهاب الحلق والشعور بالتعب، واحمرار اللسان واللثة، وظهور تقرحات تشبه الفقاعات على اللسان واللثة وفقدان الشهية.
ويبين عدد من مربي الماشية، بأنهم تعرضوا لخسائر موجعة، جراء نفوق أعداد كبيرة من مواشيهم، جراء اصابتها بالحمى القلاعية التي تظهر أعرضها من الحمى الشديدة، وبالتالي تؤدي إلى عدم قدرتهم على المشي، وتصاب بالهزال ومن ثم تنفق.
وتشير ام احمد، الى ان الحمى القلاعية، تتسبب بنفوق 6 رؤوس من الماشية في القطيع على اقل تقدير، لكن بقية القطيع تكون قد أصيبت، برغم توفير المطاعيم والعلاجات اللازمة، لافتة الى ان الخسائر تتعاظم، مع احتمالية وفاة أعداد من مواليد الماشية، وذلك خلال فترة قصيرة، وهذا بالتالي يرفع منسوب خطورة الوضع عند المربين، لانه يضعهم في مواجعهة مع خسائر غير متوقعة وفادحة.
وتضيف أن المربين، يعتمدون على تجارة المواشي وبيع الحليب واللبن والجبن كمصدر رزق وحيد لهم، موضحة بانهم يشترون العلاجات على حسابهم الخاص، ما يزيد من الاعباء المادية الملقاة على عاتقهم.
وتبين ام احمد، ان بعض المربين يعمدون الى بيع منتجات ماشيتهم من الالبان والاجبان الى المواطنين والتجار، بذريعة تقليل خسائرهم، برغم خطورة هذه المنتحات الخارجة من مواش مصابة على البشر، مشددة على ضرورة تكثيف الرقابة على منتجات الحليب ومشتقاته، لتفادي أي كارثة صحية قد تقع، مشددة على اهمية تأمين المطاعيم والعلاجات اللازمة لمربي المواشي لمكافحة هذا المرض.
ويقر ابومحمد، بان بعض مربي الماشية يبيعون الأجبان الى التجار الذين يقومون بدورهم ببيعه الى المصانع ومعامل الحلويات، مع ابتعادهم عن بيعه الى المواطنين مباشرة، مشيرا الى حجم انتشار المرض والخسائر الكبيرة التي لحقت بهم، وارتفاع كلف العلاج، ما يدفع ببعضهم الى محاولة تعويض ما وقعوا فيه من خسائر، ببيع منتجات من مواشيهم المصابة، برغم استغلال تجار الاجبان هذه الاوضاع، بتخفيض اسعار الشراء.
ويبين ان معظم مربي الماشية، يشترون العلاجات على حسابهم الخاص، لعدم توفير مديرية الزراعة لها، والحصول عليها بأسعار محتملة، وهذا بالتالي، يحملهم اعباء مادية كبيرة، موضحا انهم راجعوا المديرية للحصول على مطاعيم وعلاجات، لكن المعنيين فيها، ابلغوهم بعدم وصولها اليه.
ويبين المهندس الزراعي مصعب خاطر، ان الحمى القلاعية مرض فيروسي فتاك يصيب الحيوانات الأليفة منها والبرية، ويعتبر الاكثر عدوى، لانه ينتقل من الحيوانات المصابة إلى السليمة عن طريق الهواء والمخالطة، او عن طريق تلوث المعالف والمشارب والحظائر.
وأشار الى أن هذا المرض، هو عبارة عن فقاعة مائية تظهر على أقدام الحيوانات أو لسانها أو فمها أو أنفها، أو حلماتها، وتؤدى إلى ارتفاع درجة حرارة الحيوان المصاب، وعادة ما تنفجر الفقاعة، وتترك مكانها قروحا ملتهبة، وتترك الجلد مكشوفاً، ما يؤدي لحدوث التهابات بكتيرية.
وقد تنفق الحيوانات الأصغر سناً، وتعاني الحيوانات الأكبر سناً من انخفاض جودة الحليب وإنتاجه، وتكون على الأرجح غير قادرة على الحركة أو الأكل، مع خسارة في الوزن.
ويضيف، ان هذا المرض له آثار اقتصادية سلبية كبيرة في مربي المواشي، لانه يؤدى إلى حالات نفوق وتراجع في نمو الماشية وخفض في إنتاجها من الحليب، مشيرا الى ان بعض المربين يلجأون الى بيع الماشية بعد إصابتها بالحمى القلاعية في الاسواق بأسعار رخيصة لتقليل خسائرهم، بخاصة وأنهم ينفقون مبالغ كبيرة على شراء الادوية لعلاجها.
وأضاف ان ظهور هذا المرض، يؤدى إلى حالة ركود شديد في بيع المنتجات، بخاصة الاجبان التي باتت تباع الى التجار باسعار زهيدة.
مصدر في وزارة الزراعة يوضح، انه وفي حال تقدم اي مزارع ببلاغ حول وجود اصابات، فإن فريقا من الطب البيطري، يزور القطيع ويأخذ عينات مخبرية ويرسلها الى المختبر، وبناء عليه يجري الطلب من الوزارة بتزويد المديرية بالعلاجات والمطاعيم، لتوزيعها على المربين.
ولفت الى انه توجد أعداد من الاصابات بالحمى القلاعية في منطقة وادي الاردن، لذا جرى توزيع المطاعيم على عدد من المربين المواشي لعلاجها.