نادية سعد الدين
عمان- استشهد شاب فلسطيني وأصيب آخرين بجروح، أسفرت عن استشهاد شاب فلسطيني وإصابة آخرين بجروح، عقب تنفيذ الاحتلال عملية عسكرية في محيط جنين وداخل مخيمها، بالضفة الغربية.
ويأتي الاقتحام في ظل أجواء توتر وتصعيد عمت الأراضي الفلسطينية المحتلة مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، بدء، وتعزيز نشر القوات فيها، مما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين.
وانسحب جيش الاحتلال جزئيا من مخيم جنين بعد فشله في اعتقال والد الشهيد الفلسطيني، رعد حازم، منفذ العملية التي تمت بالكيان الإسرائيلي مساء الخميس الماضي، وذلك بعدما اقتحمت قوات كبيرة المخيم من أكثر من جهة، ونشرت القناصة في أماكن عديدة منه، ومحاصرة منزله دونما فائدة، أمام تصدي المقاومة الفلسطينية لعدوانهم.
وقد حاصر الجيش الإسرائيلي منزل والد الشهيد رعد وطلب من أهله تسليم أنفسهم، إلا أنهم رفضوا ذلك، وبعد ساعتين من حصار المنزل، تم اقتحامه لتكشف قوات الاحتلال أنه فارغ، وفق الأنباء الفلسطينية.
وقالت "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن "قوات الجيش انسحبت من جنين بعد أخذ قياسات منزل منفذ عملية "تل أبيب"، وبعد اشتباك مسلح، مضيفة أنه "لم يكن أحد في منزل منفذ العملية، لذا لم يتم القبض على ذويه ".
وبحسب الصحيفة نفسها، فقد وقعت إصابات بين صفوف جنود الاحتلال خلال اقتحام المخيم، فيما اضطر لنقل جرحاه عبر مروحية عسكرية إسرائيلية، أمام شدة الاشتباكات المسلحة مع الشبان الفلسطينيين.
ومن جانبها قالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي"، أن مقاتليها قد استهدفوا آليات وتجمعات جنود العدو بزخات من الرصاص والعبوات المتفجرة.
وقرر جيش الاحتلال تعزيز قواته المنتشرة في مناطق الضفة الغربية المحتلة بثلاث كتائب إضافية، ورفع حالة التأهب الأمني، وذلك للمرة الثالثة خلال أقل من أسبوعين.
ومع ذلك؛ فقد حذرت أجهزة الأمن الإسرائيلية من فرض إغلاق شامل في الضفة الغربية أو إلغاء ما تصفه حكومة الاحتلال بـ"التسهيلات" الموجهة للفلسطينيين خلال شهر رمضان، في ما يأتي ضمن "الخطوات المدنية" التي أعلن عنها وزير أمن الاحتلال، "بيني غانتس"، يوم الثلاثاء الماضي.
واتفق قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على هذا الرأي، في أعقاب العملية التي نفذها الشهيد حازم بعمق الكيان المحتل، وأسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة آخرين، معتبرين أن "العقوبات الجماعية قد تتسبب بضغط كبير على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ويشعل الأوضاع في القدس، ويؤدي لإطلاق المزيد من العمليات ضد الاحتلال من الضفة وغزة"، وفق ما ورد في المواقع الإسرائيلية.
وفي الأثناء؛ شيعت جماهير فلسطينية غفيرة جثمان الشهيد السعدي (23 عاماً)، من كوادر سرايا القدس- كتيبة جنين، الذي ارتقى خلال تصديه لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين، فيما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بإصابة عشرات آخرين برصاص الاحتلال، خلال الاشتباكات التي دارت مع قوات الاحتلال في مخيم جنين.
ونعت مساجد جنين عبر مكبرات الصوت الشهيد السعدي، كما دعت المقاومين إلى التصدي لقوات الاحتلال والدفاع عن المخيم، فيما أكدت "كتيبة جنين" تمسكها بخط المقاومة ضد الاحتلال حتى تحرير الأرض والمقدسات وتقرير المصير وإنهاء الاحتلال وحق العودة.
فيما أشادت الفصائل الفلسطينية بتصدّي المقاومة لاقتحام الاحتلال مخيم جنين، مؤكدة تمسك الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة ورفضه بقاء الاحتلال على أرضه، بوصفه حقا مشروعا ومكفولا بكافة القرارات والقوانين الدولية.
ورأى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، إن ما يجرى في جنين عدوان "إسرائيلي" في محاولة لترميم صورته والخروج من أثر الصدمة التي أصابته بعد عمليات المقاومة النوعية التي كشفت عجزه وفشله.
وقال شهاب، في تصريح أمس، إن "استمرار عدوان العدو في جنين سيفجر الأوضاع ويفتح ساحات المواجهة، مؤكدا تصدي الشعب والمقاومة الفلسطينية للاحتلال.
في حين أكدت حركة "حماس" ثبات وصمود المقاومة في مخيم جنين، والتصدي لجيش الاحتلال، دفاعاً عن عائلة الشهيد حازم، وعن جنين أرض النضال والجهاد والمقاومة، داعية إلى تصعيد المواجهة ضد الاحتلال ومستوطنيه في عموم الضفة الغربية، ونصرة لأهالي جنين".
واعتبرت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين أن "اجتياح قوات الاحتلال لمخيم جنين استمرار في تصعيد الكيان الصهيوني لعدوانه على الشعب الفلسطيني، مما يتطلّب مواجهته ووحدة الموقف الفلسطيني بالاستناد إلى حاضنة شعبيّة عربيّة لمواجهة ذلك."
ودعت الجبهة إلى "تطوير وتوسيع المقاومة بكافة أشكالها وتعزيز الوحدة الميدانيّة من أجل التصدّي للاعتداءات الصهيونيّة ومواجهة المستوطنين، وحماية الأراضي والحقوق الفلسطينية".
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وسام زغبر، إن "وحدة الشعب وقواه ومقاومته في الميدان أفشلت عملية اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين من تحقيق اهدافها".
واعتبرت حركة المجاهدين أن التصدي لقوات الاحتلال المقتحمة لمخيم جنين هو عنوان المرحلة القادمة في الصراع مع المحتل، داعية إلى تصعيد المواجهة ضد الاحتلال في كافة مناطق الضفة الغربية.
