الشغب في المواقع الأثرية.. ضياع جهود التسويق وإهدار فرص العمل

محمد أبو الغنم - أجمع خبراء في القطاع السياحي على أن أعمال الشغب التي قد تحدث في المواقع السياحية والأثرية تحمل آثارا "مدمرة" على القطاع الذي يعتمد على "شعور السائح بالأمن" بالدرجة الأولى. وأكد هؤلاء أن سيادة القانون والالتزام به وتوفير الأمن والأمان عوامل أساسية لجذب السياحة إلى المملكة والمواقع الأثرية بشكل خاص التي يناهز عددها 100 ألف موقع في مختلف محافظات المملكة. ويشار إلى أن لواء البترا شهد أعمال "شغب محدودة" الشهر الماضي بسبب تنفيذ حملة أمنية في اللواء بالتنسيق مع سلطة إقليم البترا لإزالة أي مخالفات في الإقليم. وقامت قوة أمنية حضرت إلى المكان بالتعامل مع مجموعة قامت بإغلاق الطريق وتم وإعادة فتحه. وقال رئيس سلطة إقليم البترا التنموي السياحي د.سليمان الفرجات إن "ماحدث مؤخرا في البترا في التعامل مع احداث الشغب كان تطبيقا للقانون واحترامه". وبين أن الدولة لا تسمح لأي جهة بممارسة اعمال مسيئة تضر بسمعة البلد أمنيا وسياحيا من خلال المشاكل واعمال الشغب التي تقوم بها فئة معينة ترفض تنظيم العمل وترخيصه ضمن مسارات واجراءات تحفظ حقوق الجميع. وأكد الفرجات عدم المساس بأرزاق العاملين في البترا وإنما تنظيمه وترتيب بيئة العمل لتكون جذابة للسياحة والاستثمار في هذا القطاع المهم. وأشار إلى أن الكثير من الشكاوى وصلت من السياح بحق بعض العاملين غير المرخصين والمنظمين في البترا وصلت الى مشاجرات يومية واعتداءات بالجملة على السياح والأدلاء السياحيين. وقال " يجب المحافظة على هذا الارث التاريخي المميز والفريد والمحافظة على سمعته السياحية العريقة من خلال تطبيق العدالة والقانون على أي مخالف وحتى لا تؤثر على التجربة السياحية في الموقع وهذا ضروري ويجب ان يطبق". وأوضح أن العمل السياحي في البترا يجب ان ينظم ويرخص حتى لا يتسبب في مشاكل او ازمة. وأكد الفرجات ان الحكومة لديها توجه لإنهاء هذا الملف وضبط الامور كافة وتطبيق القانون على كل من يخالفه. وقال "أعمال الشغب انتهت فور تدخل الجهات الامنية التي اعادت الاوضاع الى استقرارها وعادت البترا الى استقبال زوارها من مختلف الجنسيات تزامنا مع وجود حركة سياحية نشطة تشهدها المدينة الوردية". وقال مدير عام هيئة تنشيط السياحة د.عبدالرزاق عربيات "اي شغب يحدث في اي منطقة سياحية له تأثير كبير ومباشر على القطاع السياحي". واكد عربيات ان اي مشكلة او اعمال شغب تحدث في موقع كالبترا ينتشر مباشره على مستوى العالم وهذا يضر بالقطاع السياحي بالكامل وبمختلف الجهات العاملة فيه اضافة الى الضرر المباشر للمجتمعات المحلية العامله في هذا القطاع والذين يعتاشون منه. واضاف "ما تقوم به الهيئة من جهود لترويج وتسويق لزيارة المملكة والاقامة فيها ستذهب هذه الجهود هباء منثورا وكأننا لم نقم بأي تسويق وترويج لأن السائح الاجنبي عند مشاهدته لتلك الاحداث يعتبر المنطقة منطقة خطر ويبتعد عنها. واشار عربيات الى ان اعمال الشغب في المواقع السياحية تنعكس سلبا على المجتمعات المحلية مباشرة وهي الفئة الخاسرة بشكل كبير لذا يجب احترام القانون والالتزام فيه والابتعاد عن اي اعمال شغب". وعلى صعيد متصل قالت وزير السياحة والآثار السابق مها الخطيب ان "اعمال الشغب في المواقع السياحية موقف محزن ويؤثر على السياحة". واكدت الخطيب ان انتشار مشاهد اعمال الشغب خارج الأردن يجعل السائح مترددا بالقدوم لزيارة المملكة والموقع الذي حدثت فيه المشكلة. وبينت انه يجب ان تكون في اي موقع سياحي واثري تنمية سياحية لتطور المجتمعات المحلية العاملة او القريبة من الموقع. وأشارت الى اهمية استفادة المجتمعات المحلية استفادة مباشرة او غير مباشرة حتى يشعر المواطن ان هنالك عدالة يلمس انعكاسها اقتصاديا على مستواه المعيشي، مبينة انه في حال عدم لمس هذا الانعكاس ستنتج مشاكل مختلفة، لذا يجب تأمين وظائف وتحسين دخل اي مجتمع محلي من اي موقع سياحي واثري ليؤمن انه مصدر رزق يعتاش من خلاله. وطالبت الخطيب الجهات المعنية ادارة المشكلة "بصفر مجابهة" مع المجتمع المحلي وحل اي مشكلة او ازمة دون "قلاقل" تضر بالمواقع السياحية والاثرية. وحذرت الخطيب من ردة فعل السائح الاجنبي عند مشاهدته لأعمال شغب ومجابهة بين الجهات الامنية والمجتمع المحلي وانعكاسه على سمعة الاردن خارجيا، لذا ركزت الخطيب على حل الازمة دون صدام مباشر مهما كانت الازمة ويجب ان تمتلك الحكومة ادوات اخرى لإنهاء تلك الاحداث من خلال الحوار مع المجتمع المحلي وتفهم اوضاعهم واحتياجاتهم. واكدت الخطيب على التزام الجميع بسيادة القانون وتطبيقه بمخلف المواقع والاماكن. وقال نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية حسين هلالات "ما حدث مؤخرا في البترا من اعمال شغب يجب ألا يتكرر وان تتم محاسبة اي شخص يقوم بتلك الاعمال التي تشكل خطرا على مختلف القطاعات الاقتصادية اضافة الى تشويه صورة الأردن خارجيا الذي يتغنى بالأمن والامان". وأضاف هلالات ان ما جرى مؤخرا في البترا كان لغايات تحسين بيئة العمل وتنظيمها وترخيصها من غير المساس بأرزاق العاملين فيها رغم المشاكل التي يسببها البعض مع السياح. واشار الى اهمية تطبيق القانون والتزام الجميع فيه وفرض سيادته بأي موقع ومكان في المملكة، مؤكدا ان المملكة هي مصدر الأمن والامان بالمنطقة وهو عامل اساسي لجذب السياح من مختلف دول العالم. وبين انه مهما حدث من قرارات يجب ألا تصل الاجراءات التصعيدية الى اغلاق موقع سياحي اثري بحجم البترا التي نتغنى بها عالميا وهي عجيبة من عجائب الدنيا. وقال عضو مجلس ادارة جمعية وكلاء السياحة والسفر محمود الخصاونة ان اعمال الشغب بأي موقع يوثر مباشرة على الغاء الحجوزات. واكد الخصاونة وهو مختص في السياحة الوافدة انه في آخر ازمة حدثت في البترا اصدرت السفارات الاجنبية تحذيرا لرعاياها في المملكة بعدم الذهاب الى البترا جراء ما يحدث فيها من اعمال شغب. واضاف ان على الحكومة بث رسائل مطمئنة تنشر على مستوى العالم تظهر استقرار الأمن في المملكة وان سيادة القانون مفروضة والجميع ملتزم بها. وطالب الخصاونة الجهات المعنية بأهمية وضرورة مخاطبة العالم بأن الاوضاع الامنية تحت السيطرة ولا توجد تطورات مقلقة وان السياحة تجري بشكلها المعتاد والطبيعي، داعيا إلى إصدار نشرات توعوية عالمية حول استقرار الامن. واكد ان السمعة "الامنية السياحية" عامل اساسي في جذب السياح الى المملكة من مختلف دول العالم. وقال إن عدد العاملين في القطاع السياحي يصل إلى أكثر من 350 ألف عامل بين وظيفة مباشرة وغير مباشرة. واكد الخبير السياحي د.نضال ملو العين انه يجب وضع خطة عمل سياحي مشتركة بين الحكومة والمجتمع المحلي بما يحقق منفعة للجميع. وقال "السياحة من أهم القطاعات الحيوية في المملكة اذ تقوم توفر فرص عمل بمئات الآلاف بين وظائف مباشرة وغير مباشرة ويجب الاهتمام بها". وأشار ملو العين الى اهمية تنظيم بيئة العمل في اي موقع سياحي لتكون واضحة لمخلتف العاملين فيها ومطبقة بعدالة. وحذر من عودة ممارسة تلك الاعمال على تراجع الحجوزات والغاء الكثير منها اضافة الى إيجاد أجواء طاردة للسياح.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان