أعمال الترميم تفتح أجزاء مغلقة منذ عقود بقلعة عجلون

06
06
عامر خطاطبة

ساهمت أعمال الصيانة والترميم المتواصلة في قلعة عجلون والتي تجريها دائرة الآثار العامة، بفتح وإبراز أجزاء واسعة من قلعة عجلون أمام الزوار كانت مغلقة بوجه الزوار منذ عقود.

وتهدف هذه الأعمال، وفق الجهات القائمة عليها والداعمة، إلى عدم ترك أي جزء مهمل داخل القلعة أو إطلالات بمحيطها، مؤكدة أنها ستشكل عامل جذب للمزيد من الزوار المحليين والعرب والأجانب، وتساهم في إطالة مدة إقامتهم داخل المحافظة. وفي هذا المجال، فقد فرغت مديرية آثار عجلون مؤخرا من تجهيز المطل السفلي الواقع في المستوى العلوي من القلعة لتفعيله لاستقبال الزوار والسياح بعد توقفه عن العمل لأكثر من عشرين عاما مضت. وشملت الأعمال تزويده بدرج معدني خشبي لتسهيل الوصول إليه لأول مرة، إضافة إلى صيانة وحدات الحماية و “الدرابزين”، و إزالة الأنقاض و تبليط جزء من أرضيته، بحيث سيسهم هذا المطل في استيعاب الأعداد المتزايدة للسياح و الزوار و توزيعهم على أكثر من إطلالة و إضافة قيمة سياحية للمكان. وأكد مدير آثار عجلون الدكتور إسماعيل ملحم أن أعمال الترميم الشاملة لا تزال متواصلة في القلعة من خلال كوادر مديرية آثار عجلون بهدف إعادة تأهيل عدد من القاعات التي كانت مغلقة منذ فترات طويلة وستتواصل حتى إعادة تأهيل جميع القاعات الأخرى. وبين أن العمل سيشمل ترميم جزء من سقف ممر الدرج الرئيس الداخلي في القلعة بهدف إضافة قيمة جمالية للمكان ووصل جناحين ببعضهما البعض لأول مرة، بعد أن كانا منفصلين، بسبب انهيارات قديمة حدثت قبل عدة قرون. وزاد بني ملحم أن أعمال الترميم المتواصلة منذ عدة أشهر والتي تعد الأكبر منذ سنوات طويلة، اشتملت على تقوية للجدران والأسقف وإعادة بناء عدد من الأدراج و معالجة مشاكل الرطوبة، مؤكدا أن المديرية تنفذ هذه المشاريع بكوادر فنية محلية، و تتيح فرصة تشغيل لعدد من أبناء المحافظة. وزاد أن هذه الأعمال ساهمت في إعادة بناء أجزاء مفقودة و تبليط أرضيات، و تزويد المناطق المشرفة بـ أسياج حديدية حفاظا على سلامة الزوار و السياح. وبين عضو مجلس المحافظة ورئيس لجنة السياحة والآثار في المجلس منذر الزغول، أن الموازنة المخصصة لقطاع الآثار لهذا العام 2022، من خلال مجلس محافظة عجلون بلغت 56 ألف دينار، ونظرا لحجم العمل الكبير الذي يجري في القلعة ومنطقة مارالياس وبعض المواقع الأثرية تم زيادتها لتتجاوز 100 ألف دينار في موازنة المجلس للعام 2023، ومن المتوقع زيادة موازنة الآثار في الأعوام القادمة. وتوقع أن يتم إجراء بعض المناقلات لصالح إكمال أعمال الترميم والصيانة في القلعة والمواقع الأثرية الأخرى. يذكر أن مدير الآثار العامة الدكتور منذر الجمحاوي وخلال زيارته لقلعة عجلون الشهر الماضي، أوعز بتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لأعمال الترميم التي تجري في القلعة وأيضا لإعادة تأهيل متحف القلعة وبعض المواقع الأخرى في القلعة. وقال مدير سياحة المحافظة محمد الديك إن موقع قلعة عجلون شهد خلال العام الحالي تدفقا سياحيا كبيرا، بحيث تجاوز ربع مليون زائر، مؤكدا أن برنامج “أردننا جنة” الذي تنظمه وزارة السياحة والآثار ساهم بزيادة كبيرة وملحوظة لقلعة عجلون ومختلف المواقع الأثرية والسياحية الأخرى في المحافظة. وزاد أن أعمال الصيانة والتأهيل ستساهم في زيادة أعداد الزوار وإطالة مدة إقامتهم في المحافظة، خصوصا وأن قلعة عجلون تعد نقطة جذب سياحية رئيسة ومهمة لمحافظة عجلون. وكانت التنقيبات الأثرية في القلعة، كشفت عن وجود 4 قاعات تاريخية أثرية تحت الأنقاض. وتعتبر قلعة عجلون قلعة حصينة بنيت في عهد صلاح الدين الأيوبي سنة 1184، ومعظم بنائها قائم لحد الآن، وتشرف على مناطق واسعة وجميلة حولها من الغابات والجبال. يشار إلى أن محافظة عجلون تعد من أكثر المحافظات الغنية بالمواقع الأثرية والتي يزيد عددها على 300 موقع، وفق إحصائيات رسمية، ما يستدعي، وفق ناشطين سياحيين، زيادة مخصصات الآثار لضمان صيانة وتأهيل مواقع أخرى، بالتزامن مع نهضة سياحية يتوقع أن تشهدها المحافظة مع تشغيل التلفريك، وتضاعف أعداد الزوار. يذكر أن لجنة التراث في العالم الإسلامي المنبثقة عن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) كانت اعتمدت قبل 4 سنوات تسجيل قلعة عجلون على القائمة النهائية للتراث في العالم الإسلامي، حيث أعلنت دائرة الآثار العامة حينها، أن الإيسيسكو سجلت قلعة عجلون خلال اجتماعها الثامن الذي التأم في مقر المنظمة بالرباط. ومنح هذا الإعلان قلعة عجلون الشعار الرسمي للتراث في العالم الإسلامي الذي من خلاله يمكنها من الحصول على أهمية كبيرة من خلال التعريف بها والترويج السياحي والإعلامي لها، وربطها بالمعالم السياحية العالمية، وكذلك الاستفادة من أي دعم يخص المشاريع التراثية، ومنحها الأولوية في عمليات الترميم والحماية.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان