نقص بفرق الرقابة يسهل انتشار المتسولين بمعان

حسين كريشان – فيما يشكو سكان في مدينة معان من انتشار وصفوه بـ “المزعج” لظاهرة التسول، وسط عمليات رقابة قالوا إنها “ضعيفة”، أقرت مديرية التنمية بمعان بارتفاع مقلق بأعداد المتسولين يقابله قلة عدد فرق الرقابة “الضابطة العدلية” للسيطرة على الظاهرة.

ويوجه مواطنون في معان انتقادات حول تنامي ظاهرة التسول، التي أصبحت مهنة وتجارة تدر على بعض ممارسيها أموالا، جراء استغلال عطف وكرم المواطنين لكسب المال. وأشاروا إلى أن المتسولين تنشط حركتهم في شهر رمضان المبارك وأواخر الشهر، عند تسلم الموظفين لرواتبهم، وأيام العطل والمناسبات والأعياد الدينية، ويتبعون أساليب عديدة لاستدراج المواطنين كي يقدموا لهم المال، بذريعة فقرهم وحاجتهم. وقالوا إن غالبية المتسولين يأتون من خارج محافظة معان، إذ يتمركزون في أماكن الازدحام السكاني والمواقع الحيوية، كالمؤسسات الاستهلاكية ومحطات الوقود والبنوك والمحال التجارية والدوائر الرسمية والمساجد والإشارات الضوئية. ويقول الناشط الاجتماعي سليمان البزايعة، إن غالبية المتسولين يتسببون بالحرج لقاصدي مدينة معان وزوارها، بخاصة القادمين من خارج المملكة، إذ يتعرضون لمضايقاتهم، ويتلفظون بكلام وتصرفات غير لائقة، مبينا أن وجودهم أصبح مزعجا، ويعكس صورة غير حضارية أمام القادمين للمدينة. ويشير عبدالله الفناطسة، إلى إن سلوكات المتسولين في معان، القادمين من خارج المحافظة، ازدادت سوءا في الآونة الأخيرة، فعند مشاهدة صور إلحاحهم بالاستجداء والطلب والتنمر واستفزاز وإحراجهم المواطنين، يخرج الأمر عن دائرة الحاجة والعوز إلى دائرة التــسلط والإجبار. ويؤكد إبراهيم الهلالات، أن مكافحة ظاهرة التسول مسؤولية مجتمعية، تستوجب تعاون المواطن وجهات الرقابة، عبر تكثيف حملات التوعية المجتمعية وفرق المكافحة، وتغليظ العقوبات الرادعة التي تقضي على التسول، مطالبا الجهات المعنية بإجراءات قانونية رادعة، لا الاكتفاء بفرض غرامات مالية، يمكن للمتسول الممتهن تأمينها، للحد من الظاهرة والتي باتت تؤرق المجتمع. واعتبر كارم الشراري بأن العقوبة الرادعة بحق المتسولين عامل مساعد على اختفاء ظاهرة التسول وتلاشيها وليس تراجعا في أعداد ممارسيها، بالإضافة لتكثيف الحملات لرصد ومتابعة المتسولين المنتشرين وسط المدينة، وأحيائها السكنية والتي أصبحت تزداد وتتفاقم بشكل كبير، في ظل ضعف المكافحة لهذه الظاهرة المزعجة. من جهته يؤكد مدير التنمية الاجتماعية في محافظة معان الدكتور أمجد الجازي، أن قلة العدد الكافي لفرق الرقابة “الضابطة العدلية” في المديرية أدى إلى ازدياد حالات التسول في معان، لافتا أنه ورغم ذلك كثفت المديرية حملاتها لمكافحة ظاهرة التسول، التي باتت تشهد تزايدا ملحوظا وتحديدا خلال شهر رمضان المبارك. وأشار الجازي لـ”الغد”، إلى أن المديرية باتت تواجه ضغطا كبيرا في مجال ضبط المتسولين، سيما بعد أن زادت ممارسة التسول في محافظة معان خلال الفترات الأخيرة ومنذ بداية الشهر الفضيل، مبينا أن كوادر قسم الدفاع الاجتماعي في المديرية تعمل في الوقت الراهن من خلال حملات يومية وفي مختلف المناطق والبؤر التي تشهد عادة تواجدا للمتسولين. وقال إن نسبة البالغين من المتسولين تقارب الـ 70 %، فيما تبقى النسبة المتبقية للأطفال المتسولين والذين يشكلون مصدر قلق نظرا لخطورة ممارسة التسول في مناطق وبؤر خطيرة على الطرقات التي تشهد حركة سير كثيفة والإشارات الضوئية. وأضاف الجازي، أن المديرية لجأت خلال شهر رمضان إلى زيادة مكافحة التسول لكثرة ممتهني التسول، خصوصا في ظل استعطاف المارة والسكان لتقديم المال للفئات المتسولة، داعيا السكان إلى التعاون مع مديرية التنمية بعدم تقديم المال لتلك الفئات والتبليغ عن البؤر التي تشهد تواجدا للمتسولين بهدف متابعتها ومنع تواجدهم هناك وبما يفضي إلى وقف التسول نهائيا لكافة الفئات العمرية وتحديدا الأطفال الذين يدفعون من قبل ذويهم لممارسة التسول على اعتبار زيادة بفعل الخيرات خلال الشهر المبارك. وبين أن فرق وكوادر المديرية نفذت حملات مكثفة لمكافحة التسول بلغت 18 حملة أسفرت عن ضبط 22 متسولا ومتسولة منذ بداية العام الحالي، لافتا أنه وخلال العام الماضي نفذت حملات مكثفة لمكافحة التسول بلغت 124 حملة أسفرت عن ضبط 124 متسولا ومتسولة تم توديعهم جميعا للجهات المختصة لإجراء المقتضى القانوني بحقهم، مؤكدا أن فرق وكوادر المديرية ما زالت مستمرة بحملاتها نظرا لارتفاع أعداد المتسولين للحد من هذه الظاهرة. وأوضح، أنه ومنذ بداية العام 2021 ضبطت المديرية 157 متسولا عبر 180 حملة، نفذتها فرق الرقابة ومكافحة التسول، مقارنة مع ضبط 52 متسولا عبر 96 حملة للعام 2020، ما يؤشر لارتفاع أعداد المتسولين بنسبة 80 % من العام قبل الماضي. ولفت الجازي، أن ظاهرة التسول في معان مصدرها من خارج محافظة معان ممن يأتون لممارسة التسول في المواسم الدينية والاجتماعية وأوقات معينة وأواخر الشهر، مشيرا إلى أن المديرية ماضية بتكثيف حملاتها وجولاتها الميدانية، عبر لجان الرقابة وفرق مكافحة التسول بشكل مفاجئ، وبأوقات مختلفة على أماكن وجود المتسولين بصفة عامة، للتخلص من انتشار التسول بالتعاون والتنسيق مع الجهات الأمنية والحاكمية الإدارية بمتابعة التسول.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان