شغل حماوات

لا ادري ماهو سبب العداوة التاريخية بين الحماة والكنة حيث انني لم اقتنع بأن السبب انها اخذت ابنها منها، فليس كل الابناء اطباء ومهندسين ورواد فضاء  لتزعل الام ان الزوجة اختطفت نضوة من هالنضوات، بل يوجد ابناء همل ولصوص ومدمنو مخدرات كان الحل الوحيد تزويجهم حتى يخلصوا منهم!  اضافة اعلان
من المفروض في الحالة الثانية ان تقدم الحماة كل الدعم والمساندة للزوجة لانها شالت بلوة من وجهها ولكن، للاسف الشديد نجد سواء كان الابن دكتورا او حرامي سيارات ان الحماة تمارس سطوتها وتعاند الزوجة ولا يمكن ان يصفى لها قلبها.
عداوة تاريخية لا تجد لها تفسيرا منطقيا سوى ان الحماة تكون في قمة سعادتها عندما تنكد على زوجة ابنها، ولو اشعلت الزوجة اصابعها العشر لحماتها لما نالت رضاها، وحين تقول الحماة في بعض المناسبات: ان زوجة ابني مثل بناتي فاعلم انها تبحث عن عروس لاخيه، وهي مثل الحكومات عندما تقول: ان المواطن اغلى ما نملك، فهي تبحث عن سد العجز من جيب المواطن!
في كثير من الاحيان الام هي من تختار زوجة الابن وتقوم بفحصها وتقنع الابن انه لن يجد مثيلا لها وانها أحبتها من كل قلبها، فيكون الابن سعيدا ويوافق على الزواج منها  حتى يرتاح  في المستقبل من شغل الحماة طالما انها هي من اختارتها.
ما ان تتم مراسم الخطوبة حتى تبدا الام بتقديم النصائح لابنها: لا تعطها عينا، لا تدلعها، كل هذه النصائح وهي من احبتها واختارتها بنفسها، فهل كانت ستكون النصيحة ارسالها الى داعش لو قام هو باختيارها ولم تكن معجبة بها منذ البداية!
ان كانت زوجة الابن من النوع العنيد التي لا تتنازل أن تشيل كاسة شاي في منزل عمها، او من النوع المطاوع التي تشطف وتجلي وتطبخ، كلاهما يتعرض لكيد الحماوات لذلك ننفي ان سبب البغضاء والكره هو تصرفات زوجة الابن نفسها.
شغل الحماوات قد يكون اقرب الى العادة او الهواية فلا يوجد له مسبب في كثير من الاحيان، فالمهم فقط ان لا ترى الحماة كنتها سعيدة! 
الحكومة تقوم بشغل الحماوات على أكمل وجه ودون سبب مقنع، فهي ما إن شاهدت المواطنين قد تلهفوا على سيارات الهايبرد وسعداء بها حتى نكدت عليهم ورفعت رسومها دون أن تستفيد من هذا القرار فلسا واحدا.
وحين رأت مدى سعادة مرضى السرطان بعلاجهم في مركز الحسين للسرطان والامل بالشفاء، ألغت اعفاءهم وحولتهم الى المستشفيات الحكومية مع انه في كلتا الحالتين ستتحمل تكاليف العلاج والهدف فقط  تحطيم معنوياتهم.
اليوم تعاند المزارعين، فهي لم تتحمل ان ترى هذا الاكتفاء الذاتي من الخضار والفواكه واللحوم في بلدنا، ولم تحتمل ان بدأ المزارع يطور من نفسه ويتعافى من الخسائر الفادحة التي كان يتكبدها، واستشاطت غضبا كيف ان المواطن يشتري بندورة وكوسا وباذنجان باسعار معقولة.
حماتنا الحكومة التي أكره ما عليها ان ترانا سعداء فرضت ضريبة على مدخلات الانتاج حتى يصبح سعر الفول بسعر الصنوبر!
تريد أن تقيم مفاعلا نوويا حتى نضمن أمننا وسيادتنا واستقلالنا، بالمقابل تحارب المزارعين حتى نستورد البطاطا والجرجير والخيار من الخارج بحيث اننا لن نملك سيادة حتى على طنجرة محاشي.
من هنا تجد ان اغلب قرارات الحكومة ليس لها منطق سوى انه شغل حماوات!