إحنا اللي شفطنا؟!

"والله كل فكري إنه إحنا شغل بس (شرّب هون)، و(انطح فالك)، و(جلايبك يوم المبيع)..."، ولم أكن أعلم أن معظم اختراعات العالم مسروقة من تجارب المسؤولين الأردنيين!اضافة اعلان
قبل عدة أيام، تداولت وسائل الإعلام أن إحدى الشركات الأميركية طوّرت خلطة أسفلت تستطيع "شفط" كميات كبيرة من الماء، مما سيساعد على تفادي الفيضانات. "يا جماعة عيب" أن تسموا هذا اختراعا جديدا، أو تطويرا مبتكرا، ونحن في الأردن من زمن "البسوس" لدينا خلطة أسفلت استطاعت أن تبتلع "فاردة عرس"، بمن فيهم العريس والعروس والفرقة! ولم يتحدث أحد عن أن هذا اختراع أو تطوير، بل نسميه عادة إهمالا.
كما تتباهون أن الخطلة الجديدة تشفط 880 غالونا في الدقيقة؛ "بالله جد هاظ هو اختراعكو؟!.. يازلمة إحنا اللي شفطنا؛ أي في عندنا مبتدئين في دقيقة شفطوا 2000 فيزا حج"! ولو أعطيناهم ربع ساعة وقتا إضافيا، لشفطوا حجاج المسلمين، ومعهم حجاج الفاتيكان، ولم نسمهم مخترعين أو مبتكرين، بل هم في نظرنا مقصرون تجب محاسبتهم.
وإذا كنتم تدعون أن خلطة سحرية لا مثيل لها في "الشفط"، فأنتم واهمون؛ لأن أحد المسؤولين الأردنيين السابقين -اللهم لا حسد- تشير الحسابات الدقيقة ومديونية الدولة الحالية وأرقام العجز، أن لديه قدرة على شفط المحيط الهندي في دقيقة!
من "الأسفلت" و"الشفط"، ننتقل إلى عالم أسترالي، استطاع مؤخرا إعادة البيض المسلوق كما كان نيئاً. وقد اعتبر العلماء ذلك إنجازا  قد يغير مجالات الطب والصيدلة، وفاز بجائزة "أيج نوبل"!
"يا جماعة الخير، شو بيض ما بيض! هي أنا مواطن أردني كنت.. بالغ، عاقل، متعلم، موظف، ماكل شارب نائم.."، وها هي الحكومة الحالية استطاعت أن تعيدني كما ولدتني أمي؛ "على الحديدة"؛ فكيف تعتبر إعادة البيض المسلوق نيئا إنجازا سيغير مجالات الطب والصيدلة، ولا تعتبر إعادة الموظف الأردني كما ولدته أمه إنجازا عظيما يسجل للحكومة الحالية، وسيغير مجالات الطب والفيزياء والكيمياء، والبطيخ، والفنون، والزلازل والبراكين، وعلم الفلك؟! وحتى أن "نص المشعوذين" خرجوا على التقاعد المبكر بعد قدوم الحكومة الحالية، ومع ذلك لم تنل أي جائزة، حتى لو كانت "كمشة مخربش"! فلماذا هذا "التطنيش" والتجاهل للمبدعين الأردنيين، ولمن سبقكم باختراع ما هو أهم وأعظم من اختراع البيض؟!
تتحدثون عن أن إعادة البيض المسلوق نيئا هو اختراع يستحق عليه العالم الأسترالي جوائز عالمية، ولدينا مسؤولون أعادوا الوطن (المسروق) نهبا إلى ما كان عليه قبل 6000 ق. م.، ومع ذلك لم يستحقوا حتى "قرصة أذن"!
اخجلوا من اختراعاتكم وجوائزكم؛ فما تخترعون ما هو إلا "أردى فعايل" مسؤولينا!