خطاب الكراهية

هل تستطيع بضع كلمات تتضمن اعتذارات ما، محو وإزالة خطاب طويل عريض وتاريخي من كراهية الاسرائيليين للفلسطينيين ولقضيتهم العادلة؟
اعتقد أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو المعروف بحقده وبخطابه الحاقد على الفلسطينيين وبعنجهيته، لن يستطيع محو خطابه العنصري المقيت بكلمات تعزية وإدانة لحادثة اغتيال الشهيد محمد أبو خضير. فنتنياهو قبل الحادث المأساوي لم يترك أي منبر لتوجيه الاتهامات للشعب الفلسطيني بمجمله داخل الخط الأخضر وفي الضفة الغربية وخارج فلسطين على حادثة خطف ثلاثة مستوطنين وقتلهم. واستخدم في ذلك كل كلمات وأدوات التحريض ضد الشعب الفلسطيني. اضافة اعلان
ونتيجة لحملة الكره والعنصرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، اعتدى جيش الاحتلال الإسرائيلي بأبشع الصور على الفلسطينيين ومقدساتهم. وحرّضت عناصر وقيادات في جيش الاحتلال على قتل الفلسطينيين، ودعت للانتقام لمقتل المستوطنين الثلاثة.
وكانت هناك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لجنود ومسؤولين وافراد اسرائيليين تحض على كراهية العرب وقتلهم في أي مكان، وتصفهم بشتى النعوت العنصرية. ولم تخفف من حدتها صفحات اسرائيلية قليلة ظهرت لاحقا، تدعو للتهدئة.
الخطاب العدائي والعنصري الإسرائيلي يمتد تاريخيا قبل احتلال فلسطين، وما يزال حتى اللحظة، وإن ارتفع منسوبه مؤخرا، وأصبحت الأصوات اليهودية المحبة للسلام منخفضة وأعدادها قليلة. ففي هذه الأيام لم نعد نسمع أصواتا يهودية معتدلة، فالأصوات التي نسمعها الآن غالبيتها لصهاينة يدعون للقتل والفتك والتدمير وهدم المقدسات وانتهاكها، وطرد الفلسطينيين.
المد اليميني الصهيوني في السنوات الأخيرة، كان واضحا في كل الممارسات الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية؛ فقوات الاحتلال تمارس العربدة يوميا ضد الفلسطينيين. والحكومة الإسرائيلية لا تتقدم أي خطوة باتجاه السلام الذي من المفترض أنها تجري من أجله مفاوضات مع السلطة الفلسطينية. وتقوم الحكومة الإسرائيلية بتشجيع وبناء مئات المستوطنات، وآلاف الوحدات الاستيطانية، وتعمل على تهويد المقدسات وخصوصا في  مدينة القدس المحتلة وعلى الأخص المسجد الأقصى. هذا بالاضافة إلى آلاف الاعتداءات اليومية التي يقوم بها المستوطنون.
لا يستطيع نتنياهو ببضع كلمات قالها لوالد الشهيد محمد أبو خضير محو أو إزالة حقيقته القاتلة وتشجيعه على القتل والدمار والتخريب. فهو وقبل أن يتحدث مع والد الشهيد، أمر طيرانه الحربي بقصف غزة، فقصف ودمر وقتل وأصاب العشرات. لا، نتنياهو لن يضحك على الفلسطينيين مهما حاولت وسائل الإعلام تغطية حقيقته وحقيقة قوات الاحتلال العدوانية والعنصرية والقاتلة.