بالله كيف "الكنافة"؟!

في العرس، صمم أهل العروس أن تكون "الكنافة" على حسابهم. والعريس المسكين الذي شرب البحر ولن يعجز بكل تأكيد عن "الكنافة"، رفض كرمهم. لكن "حلفانهم" أغلظ الأيمان جعله يوافق.اضافة اعلان
في الصباحية، كان من المفروض أن تغازله وتقول له: صباح الورد يا عمري. ولكن المسكين تفاجأ أنها تقول له: "بالله كيف الكنافة، ما هي زاكية"! "مكافاة شر" قال لها: "بتجنن".
في ساعات الظهيرة، وحين حضرت النساء للاطمئنان على العروس، كانت الصاعقة أن العروس بدل أن تحدثهن عن ليلة العمر والصالون والصالة أو "الذهب"، تناست كل ذلك وقالت: "بتصدقوا إنه طعم الكنافة من مبارح لسة تحت لساني!". والدة العريس التي كانت تستمع أرادت أن تغزو "غزوتها" الأولى، ولكنها "استهدت بالرحمن" من أجل ابنها.
بدأ شهر العسل الذي من المفروض أن يحمل أجمل ذكريات العمر. وحين بدأ بمغازلتها قائلا لها: لم أكن أعلم من قبل أن هناك ما هو أزكى من "القطر". فقالت له: "ولا أنا، شفت أزكى من قطر كنافة أهلي". أراد في تلك اللحظات العصيبة أن يضع رأسها في "القطر". ولكن القال والقيل جعلاه يتريث.
بعد عدة أيام، تفاجأ العريس أن زوجته وضعت صورة أخيها "جروح"، وهو سائق "البكم"، في غرفة النوم. جن جنونه، وقال لها: "إنت بدك تقطعي خلفي من الدنيا، شو جاب جروح على غرفة النوم؟!". فقالت له: "هذا تاج راسي، إنت ناسي إنهم جابوا الكنافة؟"! قرأ المعوذات، وتغاضى. ومضت الأيام وكان يراهن أن "الكنافة" ستنسى مع الزمن.
وحين جاءت البشارة بأنها "حامل"، قال لها: ألف مبروك. فقالت له: "إذا ولد بدي أسميه "صفوق"، على اسم أبوي؛ وإذا بنت بدي أسميها "فضية" على اسم أمي". فقال لها: "يعني أبوي وأمي نزّلوني من الإنترنت؟! ما همة اللي خلفوني وربوني وإلهم الحق باسم الحفيد". فقالت له: "وأهلي مش جابوا "الكنافة؟!".
ظلت الكنافة "معيارا" حتى قرأ خبرا أن عائلة إماراتية أحضرت في حفل خطوبة ابنتها "قالب كيك" مرصعا بالألماس، ثمنه 75 مليون دولار. فذهب إليها مسرعا وقال لها: "شوفي هالخبر...". يقولون بعدها أصيبت بالسكري، ولم يعد مسموح لها بأكل الكنافة، وعلقت صورة "جروح" على "الدربزين" الخارجي!
الحكومة مثل هذه العروس؛ "برفعوا عليك مليون رفعة، وبجربوا عليك مليون خطة، وبعقدوا من جيبة المواطن مليون ورشة عمل".. وفي النهاية، لا إنجازات تذكر. وحين يتم صرف الرواتب قبل العيد، يصبح "معيارا"، والكل يصرح ويطبل لهذا القرار التاريخي!
"أي راتب.. مش عارف!.. ما الأردني إذا بده يضحي الخاروف بحكيله: على راتبك؟! خذ "سلفي" معي والله معك!".