لأنكن "حياتنا"!

لأنه يومكن، كما هي باقي الأيام، حق علي ان أتقدم بباقة حب وامتنان لكل واحدة منكن. زميلاتي القريبات من القلب والروح، صحفيات قديرات استحققن النجاح والتفوق عن جدارة. تسيدت أقلامهن الحرة مسيرتهن وهن يضئن على حياة المواطن من قرب، وينقلن أوجاعه وهمومه، متحديات كل المصاعب التي اعترضت طريقهن.اضافة اعلان
هي رسالة شكر وامتنان وحب وتقدير لكل واحدة منكن زميلاتي الرائعات بدائرة "حياتنا" في صحيفة "الغد" بيتنا الكبير الذي جمعنا على المحبة ومنحنا القوة والرغبة في التقدم والابداع، وصناعة التغيير.
لم تكن تلك السنين الطويلة لتمر مرور الكرام، بل كانت مليئة بالإنجازات في طريق لم يكن سهلًا، شابه الخطأ والصواب، ولكن كنّا دائما وأبدا قريبات من بعضنا البعض، نصر على أن تكون أخطاؤنا دروسا مهمة لمسارنا نحو التميز والتعلم من جديد.
أيام وشهور وسنوات شهدناها معا في مكان واحد، كنّا يدا بيد، أشبه بعائلة كبيرة، يجمعها الحب، فنقضي معا أوقاتًا ربما اكثر مما نقضيه مع أسرنا وفي بيوتنا.
في أيام العمل، نتجادل ونختلف كثيرا، نغضب ونعترض، ونخرج عن طورنا في أحيان أخرى، ونختبر كل المشاعر بإيجابياتها وسلبياتها، بفرحها وحزنها في مهنة لا تنتهي متاعبها، وبسبب تفاصيل حياتية يصعب أن نفصلها عنا، لكننا في لحظة نقرر أن نتغاضى عن إحباطات تزورنا من حين لآخر، فنفرح ونضحك من القلب، ونسجل في ذاكرتنا تفاصيل لا تنسى.
لحظات إنسانية جمعتنا بأجمل ما فيها، وتعاون واهتمام من القلب لم يغب يوما عن كل زميلة. كنت وما أزال أشعر بالفخر وأنا اشاهد كيف أن كل واحدة منهن تسارع لتقديم خدمة قد تحتاجها زميلتها، يتناقشن معًا بالأفكار والموضوعات والمصادر التي تثري المادة الصحفية لتخرج للقارئ بأفضل شكل وأكبر تأثير.
قضايا اجتماعية مهمة طرحت على مدى السنوات الماضية في ملحق حياتنا بكل ما يخص الوطن وهموم المواطن والتحديات الاجتماعية والقضايا العامة، وكل ما يخص المرأة والطفل الشباب والكبار، قصص النجاح للرياديين في الأردن، والجوانب الثقافية والصحية والحياتية، وغيرها، خطت كل واحدة بقلمها قصصا إنسانية حملت صوت الناس الى صفحات الجريدة.
هن كن وما يزلن يسطرن قصص النجاح والإبداع ويحصدن أهم الجوائز، ويكملن مسيرتهن بعالم الصحافة، مبرهنات على قوة الشغف لديهن، ومؤمنات برسالة التغيير والتأثير.
لم يكن العمل الصحفي وظيفة لديهن، تبدأ وتنتهي بوقت، بل كان شغفا يدفعهن للتقدم بمهنية ومسؤولية، لترسيخ اسمائهن في عقل القارئ الذي بات يثق بما يكتبن من قضايا تمسه بشكل مباشر.
تلك المسؤولية حملنها على عاتقهن، رغم أن أكثرهن أمهات لديهن مسؤوليات عديدة وصعبة تجاه البيت والزوج والاطفال، والتزامات كبيرة وأعباء متراكمة، لكنهن حاولن جاهدات التوفيق بين العمل والمنزل، والقيام بأدوارهن بحب.
ويبقى الأهم، أن ما يجمعنا في "حياتنا" علاقات انسانية تعلو على تفاصيل العمل اليومية، مودة واحتراما واحساس بالآخر، ولحظات تتجمد فيها خلافات صغيرة وتتلاشى، في سبيل أن تعود الضحكة لترسم لون الفرح، لأننا نعلم جميعا أن ذلك ما سنأخذه معنا الى الأبد.
في عيدكن.. أهديكن جميعا باقات من الحب والامتنان.. وأشكر وجودكن في "حياتي"، زميلات جميلات صنعن الفرق بعملهن الدؤوب وطيب المعشر، وأخريات رائعات غادرن الصحيفة ولكن ما تزال أماكنهن حاضرة لا تغيب عن قلب "حياتنا".
في "الغد" بكل أقسامها ودوائرها، صحفيات واداريات ترفع لهن القبعات على كل ما قدمنه طوال السنوات الماضية، لهن تاريخ كبير من النجاح والانجاز، أفتخر أنني أعمل معهن جميعا، وأتعلم منهن كل يوم شيء جديد في مهنة لا تنتهي أسرارها..
كل عام وأنتن الأكثر تميزا.. كل عام وأنتن بخير وحب وسلام.