افتتاح ناجح لـ"عمّان السينمائي الدولي"

PRI_107831875
PRI_107831875

إسراء الردايدة

عمّان- افتتاح ناجح  وباهر للدورة الافتتاحية لمهرجان عمّان السينمائي الدولي- أول فيلم، في الهواء الطلق، وسط حضور ضخم للسيارات التي بلغ عددها ما يقارب 400 سيارة قبل قليل في منطقة العبدلي – البوليفارد.

اضافة اعلان

 الافتتاح للمهرجان الذي يعقد تحت مظلة الهيئة الملكية للأفلام تم وسط اجراءات صحية ولوجستية عالية الجودة والدقة ، والتزام في معايير الصحة والسلامة التي دفعته لاستحداث سينما السيارات من أجل تحقيقه .

 وفي الافتتاح بثت كلمات مسجلة  أعلنت فيها سمو الأميرة ريم علي رئيسة المهرجان التي قالت:" أن هذه المرة التي نقيم بها مهرجانا سينمائيا عالميا بهذا الحجم في الأردن، حيث أجبرنا الوضع الحالي على أن نجد طرقا مبدعا لتحقيقه.."

وأضافت سموها :" طالما هناك طرق لتحقيق ذلك بأمان، لا داعي للتقليل من شأن الثقافة أو حرمان الفنانين من الفرص للمضي قدما."

الحفل المسجل الذي تم تسجيله قدمته الفنانة الأردنية زين عوض، فيما  قدم المهرجان تحية خاصة لأيقونة الموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية أنيو موريكوني الذي رحل الشهر الماضي، حيث عزفت المجموعة الأردنية الموسيقية  مجموعة من أفضل أعماله.

وموريكوني ألّف موسيقى لأكثر من 500 فيلم ومسلسل تلفزيوني وكذلك مقطوعات كلاسيكية معاصرة، ولد في روما في العاشر من تشرين الثاني عام 1928، كان والده عازف بوق لموسيقى الجاز وهو من أعطى موريكوني الصغير أول درس في قراءة الموسيقى وعلّمه العزف على عدة آلات موسيقية.

السيارات تصطف قبل الافتتاح وبدء العرض في أول سينما سيارات في الاردن في البوليفارد

في 1946، حصل موريكوني على شهادة دبلوم في عزف البوق وفي 1954 حاز على شهادة دبلوم في التأليف الموسيقي من معهد سانتا سيسيليا بإشراف جوفريدو بيتراسي.

بدأ مهنته كمؤلف موسيقى تصويرية عام 1961 في الفيلم الروائي الطويل "الفاشي" للمخرج لوتشيانو سالسي، ومن بعدها نال شهرته العالمية من خلال أفلام الويسترن للمخرج سيرجيو ليون: "حفنة من الدولارات" (1964) و "من أجل دولارات أكثر" (1965) و "الطيب والشرس والقبيح" (1966) و"حدث ذات مرة في الغرب" (1966) و"حفنة من الديناميت" (1971).

في 1978، عمل المؤلف الموسيقي مع المخرج تيرينس ماليك في فيلم "أيام الجنة" والذي حاز من خلاله على أول ترشيح لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل موسيقى تصويرية.

ولاحقا في 1988، عمل موريكوني مع المخرج الإيطالي جيوزبي تورناتوري في فيلم الدراما الروائي الطويل “سينما باراديسو"، حيث فاز بجائزة البافتا وجائزة ديفيد دوناتيلو لأفضل موسيقى تصويرية. ومنذ ذلك الحين، تعاون الاثنان بالعمل على ثمانية أفلام أخرى من ضمنها "الأسطورة 1900" (1998) و "مالينا (2000).

خلال ستة عقود من مسيرته المهنية، حصد موريكوني جائزة الأوسكار الشرفية عام 2007 لمساهماته الرائعة ومتعددة الأوجه لفن موسيقى الأفلام وكان عمله مع المخرج كوينتين تارانتينو ما أكسبه جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية في الفيلم الروائي الطويل "الحاقدون الثمانية" (2016) مما جعل موريكوني في عمر السابعة والثمانين الشخص الأكبر عمرا لينال جائرة الأوسكار في ذلك الوقت.

أعيد استخدام موسيقى موريكوني في عدة مسلسلات تلفزيونية منها "ذا سيمبسونز" و"المحقق جادجيت" و"آلي ماكبيل" و"آل سوبرانو" وكذلك في العديد من الأفلام منها أفلام ترانتينو "أوغاد مجهولون" (2009) و"جانجو الحر" (2012).

وبالرغم من كل هذا، قررت إدارة المهرجان أن تقيمه بعد تأجيل موعده من 13 نيسان (إبريل) الماضي، إيمانا بدور السينما والفن في تعزيز التواصل الإنساني والتخفيف من ضغوطات الحياة ودورها في تنمية الثقافة، إلى جانب الحاجة الماسة لصناع الأفلام للمهرجان في مثل هذا الوقت تحديدا لدعمهم، وتوفير منصة لهم.

فعقد المهرجان في مثل هذا الوقت يعكس رؤية، وهدفه بحسب الأميرة ريم علي: “نحن ملتزمون بالرؤية، والقيم التي تم إنشاء المهرجان على أساسها، خاصة لبناء جسور بين الأفلام والجمهور والمهنيين”.

وستُعرض بعض الأفلام في منطقة العبدلي الجديد (الأرض المقابلة للبوليفارد) على شاشات كبيرة، في حين تقام بعض العروض الأخرى في المسرح المكشوف للهيئة الملكية الأردنية للأفلام في جبل عمّان.

وسيُعرض كل فيلم مرة واحدة فقط، مع مراعاة قواعد السلامة العامة.

وخصصت مسابقة الأفلام الروائية الطويلة لأول عمل في المجالات الآتية: الإخراج، كتابة السيناريو، التصوير، المونتاج، التمثيل. ومسابقة الفيلم الوثائقي الطويل الذي يشترط أن يكون أول فيلم لمخرجه.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة، تُقبل الأعمال التي لا تتعدى مدتها 30 دقيقة، كأول عمل لمخرجها في شريط روائي، تجريبي وتحريكي وتستثني الإفلام الوثائقية في هذه الفئة.

ويحمل القسم العالمي هوية مختلفة، فهو يستقبل الأفلام غير العربية من كل مكان شريطة أن يكون أول فيلم لمخرجه بين روائي، وثائقي، أو تحريكي.

فيما ستختار لجنة تحكيم دولية مؤلفة من مهنيين بارزين ومتميزين في صناعة الأفلام؛ الفائزين في كل فئة، وسيتاح للجمهور فرصة التصويت لأفلامه المفضلة.

هذا وصمم جائزة المهرجان “السوسنة السوداء” رائد الفن التشكيلي الأردني مهنا الدرة والتي ستُمنح لصناع الأفلام الفائزين، فيما الملصق الرسمي للدورة الافتتاحية تظهر السوسنة السوداء فوق بكرة الأفلام.

وفي الخلفية تلوح سماء عمان في تشكيلة تجمع كل العناصر التي يسعى المهرجان لإبرازها من خلال رمزية السوسنة السوداء للإلهام الإبداعي والإيمان بغد أفضل في مدينة عمان كحاضنة للمواهب العربية الصاعدة في صناعة الأفلام.

أما اللون الأرجواني المهيمن على الملصق، والذي يجمع بين سكون الأزرق وعنفوان الأحمر، فهو يمثل هنا القوة والأناقة والإبداع والطموح.

وبالتوازي مع العروض، يستضيف المهرجان النسخة الأولى من أيام عمّان لصُنّاع الأفلام الذي يشمل ندوات وورش عمل ولقاءات مع مختصين في هذا القطاع.

يمزج البرنامج بين جلسات على الإنترنت (أونلاين) وأخرى شخصية، بالإضافة إلى منصتي عرض لمشاريع الأفلام الطويلة: واحدة لصانعي الأفلام الأردنيين والعرب المقيمين في الأردن الذين يطورون مشاريعهم، والأخرى لجميع صانعي الأفلام العرب الذين لديهم مشاريع في مرحلة ما بعد الإنتاج.

وسيكون المهرجان أول من يفتتح الموسم السينمائي العربي في المنطقة؛ حيث يأتي بعده مهرجانا الجونة والقاهرة، أيضا أيام قرطاج السينمائية في تونس وغيرها، لتدور عجلة صناعة الفن والجمال مجددا معلنة عودة الحياة من جديد ليتمتع الجمهور بأفلام وقصص جميلة لا يمكن نسيانها.