مهمات دولة الرئيس المكلف بحكومة جديدة

يتعلق امل الاردنيين وجلالة الملك دائما بالتفاؤل في كل تغيير، وخاصة اذا كان التغيير وفق الاستحقاقات الدستورية التي تعلو فوق كل الحسابات والرغبات والتكهنات والتحليلات، ويعيش الوطن في ظلها اليوم تجاه انتخابات نيابية عامة وحكومة جديدة تتسلم دفة المسؤولية في قادم الاربع سنوات اللاحقة، في ظل ظروف استثنائية صعبة للغاية تواجه الدولة، وذلك على أمل احداث التطوير المنشود وحل الازمات التي تواجه الوطن والمواطن، لا ادارتها والاستسلام اليها وذلك وفق الامكانات المتاحة للدولة.اضافة اعلان
يقدر غالبية الاردنيين ان التحديات التي تواجه الوطن والمواطن لا تاخذ حقها من الاهتمام والجدية والادارة الناجحة حتى الان، ممن سبقوا في بعض او معظم موقع صناعة القرار في العديد من الحكومات المتعاقبة ومجالس النواب والاعيان وعدد كبير من قيادات الصف الاول في مفاصل الدولة ومؤسساتها الا القليل منهم، الامر الذي خلق احيانا احباطا كبيرا لدى جلالة الملك والشعب الاردني من سوء الاداء او الفساد بأشكاله المتعددة.
وبات يعتقد غالبية المواطنين ان التغيير لا جدوى منه، لانه لا يؤدي الى التطوير المنشود، وقد عبر الملك عن ذلك صراحة في عدة مناسبات منها على سبيل المثال، عندما وجه بان بعض الوزراء النائمين عليهم ان يعودوا الى بيوتهم ويخلوا المسؤولية لمن يستطيع تحملها بكفاءة عالية، ويضم الشعب الاردني صوته الى صوت الملك في العديد من المناسبات ومنها نتائج استطلاعات الراي العام، حيث يعرب المواطنون ـــ بنسب عالية على سبيل المثال اخر استطلاع للرأي العام اجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية ـــ انه لا امل بالتغييرات القادمة، سواء من حيث نتائج الانتخابات ومجلس النواب القادم او الاعيان او الحكومة الجديدة، لانها لن تاتي بجديد يستطيع تحقيق اختراقات للتحديات الداخلية والخارجية التي تواجه المملكة من حيث المستوى المتوقع لنوع او نهج مجلس النواب القادم، الذي لن تتغير خريطته عن المجلس الذي سبقه.
الحكومة الجديدة يا دولة الرئيس المكلف تواجه حزمة متعبة جدا من التحديات والمصاعب والازمات التي يحددها جلالته في خطاب التكليف السامي، وهذه الازمات دخلت كل بيت اردني واصبحت بحاجة الى رجال دولة من طراز مميز من الخبرات والكفاءات والمفكرين الذين يستطيعون الابداع في اختراع الحلول التي تنقذ الوطن والمواطنين، ولم يعد الملك والشعب الاردني بحاجة الى ادارت مملة لادارة وتدوير الازمات وترحيلها للمستقبل، الذي اصبح يأسر الاردنيين في البطالة والفقر والمعيشة المضنية والتعليم والصحة والامن الاجتماعي ومشاكل الشباب والتنمية والزراعة والمديونية والعديد العديد من التحديات.
دولة الرئيس المكلف وفريقك الوزاري في موقع لا تحسدون عليه، وتقع كامل المسؤولية في حل ازمات الاردنيين على عاتقكم، والاردنيون سيشعرون ويتلمسون منذ اليوم الاول من تحميلكم المسؤولية من قبل جلالة الملك، وكذلك من شكل ونوعية الوزراء والفريق الوزاري الجديد الذي يجب اختياره بعناية فائقة جدا ستبين مدى جديتكم وارادتكم على تحقيق انجازات ملموسة يلمسها المواطن الاردني، وتنعكس فورا على حياته اليومية كما يريد الملك ويوجه دائما، وكذلك على بارومتر ثقة المواطنين بالحكومة الجديدة، وان لا ياتي وقت يخرج فيها المواطنون ليقولوا لك ارحل عن الدوار الرابع.