وزير الخارجية ينفي وجود قيادي من الخوذ البيضاء في الأردن

موسكو -  أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم أن البلدين الصديقان ماضيين في تعزيز التعاون الثنائي وفي تعميق التنسيق إزاء القضايا الإقليمية وجهود حل الازمات في المنطقة. وبحث الوزيران خلال لقائهما في موسكو سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات والتحضيرات لعقد الدورة السادسة لاجتماعات اللجنة الأردنية الروسية المشتركة في النصف الأول من هذا العام بهدف التوافق على خطوات محددة لزيادة التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والثقافي وغيرها. كما أكد الصفدي ولافروف التضامن في مواجهة جائحة كورونا وبحثا تزويد روسيا المملكة باللقاح الروسي. وأكدا حرص البلدين إيجاد آفاق أوسع للتعاون ترجمة للعلاقات القوية التي كرسها جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين على أسس من الثقة والصراحة. وشدد الصفدي ولافروف على ضرورة تفعيل الجهود لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي. واتفقا في هذا السياق على أهمية دور الرباعية الدولية. كما أكد الوزيران دعم جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية وأشادا بالدور المصري في هذا السياق. واستعرض الصفدي ولافروف الجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية وأكدا استمرار التعاون والتنسيق من أجل تحقيق التقدم الضروري في هذه الجهود. وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد اللقاء، قال الصفدي إن اجتماعه بلافروف "يأتي في إطار عملية التشاور والتنسيق المستمرة بين بلدين صديقين يسعيان بجد إلى تطوير التعاون الثنائي بينهما في مختلف المجالات، للبناء على الآفاق والإنجازات والمخرجات التي تمت عبر سنوات من العمل المشترك في إطار هذه العلاقة القوية التي كرسها جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين على أسس من الشفافية والثقة والحرص على تعزيز التعاون في مختلف المجالات." وأكد الصفدي على أهمية اجتماع اللجنة المشتركة المزمع عقده هذا العام في إعطاء زخم جديد لعملية تطوير العلاقات الثنائية. وبيّن الصفدي أن المحادثات تناولت التعاون في مكافحة وباء كورونا وإمكانية حصول المملكة على اللقاح الروسي "سبوتنيك". وأضاف الصفدي أن المحادثات استعرضت أيضا التحديات الإقليمية والعمل المشترك من أجل مواجهتها وحل الأزمات في المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار اللذين يشكلان ضرورة لأمن واستقرار العالم. وقال الصفدي "نحن متفقان على ضرورة تكثيف الجهود من أجل التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق القانون الدولي والمرجعيات المعتمدة ومبادرة السلام العربية،" مثمناً "الموقف الواضح لروسيا في التزام حل الدولتين والتزام القانون الدولي سبيلاً لحل الصراع وتحقيق السلام الشامل الذي ننشده جميعاً". وشدد الصفدي "بالنسبة لنا في المملكة القضية الفلسطينية هي القضية المركزية، هي أساس التوتر والصراع وحلها على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار، ومن هنا نعمل مع أصدقائنا في روسيا ومع المجتمع الدولي ومع أشقائنا من أجل إيجاد أفق حقيقي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة تأخذنا نحو حل الدولتين الذي يتعرض لخطر شديد نتيجة الإجراءات الإسرائيلية التي تقوضه." وزاد الصفدي "التحرك بفاعلية من أجل إعادة إيجاد أفق سياسي أمر يستدعي جهود مكثفة منا جميعاً. ونحن متفقان أيضاً على أهمية تفعيل الرباعية الدولية ونؤكد أن لها دور أساس في كل جهود تحقيق التسوية السلمية". وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، لفت الصفدي إلى التوافق الأردني الروسي على ضرورة تفعيل الجهود للتوصل لحل سياسي لها. وقال الصفدي "هذه الأزمة طالت وسببت خراباً وقتلاً ودماراً لابد أن يتوقفوا. ولابد أيضاً من وجود دور عربي جماعي فاعل في جهود حل الأزمة". وبيّن أنه بحث ولافروف كيفية البدء بمقاربة جديدة واقعية إزاء الأزمة السورية يجب أن "تحفظ وحدة سوريا وتماسكها وتعيد لها أمنها واستقرارها ودورها في المنطقة، وتخلصها من الإرهاب، وتحول من التدخلات الخارجية وتهيئ ظروف العودة الطوعية للاجئين". وأكد الصفدي "ما نريده هو تحقيق الأمن والاستقرار في منطقتنا وبالتالي تحدثنا عن كل الأزمات التي تمر بها هذه المنطقة، ومتفقون أيضاً على أننا مستمرون في العمل معاً من أجل إنهاء هذه الأزمات وتحقيق الأمن والاستقرار". وأضاف "مرة أخرى أؤكد على أننا في المملكة نرى في الدور الروسي دور رئيسي ونتطلع لاستمرار التعاون والعمل معاً ومع شركائنا وأصدقائنا في المجتمع الدولي وفي المنطقة العربية من أجل تحقيق هذا الهدف المشترك". وفي رد على سؤال، أشار الصفدي إلى أن "الرباعية الدولية هي آلية متفق عليها دولياً من أجل تفعيل جهود السلام، وبالتالي نحن ندعم كل جهد حقيقي لإعادة استئناف مفاوضات جادة. وزاد "الرباعية الدولية قادرة على أن تقوم بهذا الدور، ونحن نؤيد بالمطلق عقد اللجنة الرباعية لإعادة الزخم للعملية السلمية". وذكر الصفدي أن "استمرار الجمود في الجهود المستهدفة حل القضية الأساس، وهي القضية الفلسطينية، خطر على العملية السلمية برمتها، ومن هنا، مرة أخرى، لا بد من أن نعمل جميعاً معاً من أجل إعادة أفق سياسي يرتكز إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة". وأضاف الصفدي "الإدارة الامريكية الجديدة أعلنت عزمها اتخاذ عدد من الخطوات التي نعتقد بالمملكة بأنها خطوات مهمة وضرورية، نثمنها عالياً، في ما يتعلق بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، وفي ما يتعلق بالنظر بإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وفي ما يتعلق باستئناف المساعدات الإنسانية للفلسطينيين والدعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)". وشدد أن "كل هذه بوادر ومؤشرات إيجابية ونتطلع للعمل بشكل سريع مع الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة." وقال الصفدي أن "للولايات المتحدة دور قيادي في العملية السلمية. ونحن نأمل أن تبدأ عملية إعادة الزخم للمفاوضات بشكل سريع، وسنعمل مع الإدارة الجديدة من أجل إعادة أفق سياسي للتقدم إلى أمام في جهود تحقيق السلام". وفي رد على سؤال حول اتفاقات السلام التي وقعت مؤخراً مع إسرائيل، أشار الصفدي إلى أن "أثر كل اتفاقات السلام التي وقعت مع إسرائيل سيعتمد على تعامل اسرائيل معها، إن رأت إليها إسرائيل حافزا لحل القضية الأساس، إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام القائم على حل الدولتين، سيكون دورها ايجابي، إن لم تفعل ذلك واستمرت في الإجراءات التي تقوض هذا الحل، الصراع سيتفاقم والخطر سيزيد، وستستمر المنطقة في مواجهة هذا الصراع الذي يهدد كل فرص تحقيق السلام الدائم والعادل فيها." وبالنسبة للمصالحة الفلسطينية، ذكر الصفدي أن المملكة تدعمها وتدعم "كل جهد يستهدف تحقيق هذه المصالحة لأنها بالنهاية ستنعكس ايجابا على قدرة الشعب الفلسطيني الشقيق تحقيق أهدافه المشروعة في الحرية والاستقلال والدولة ذات السيادة". وزاد "أضم صوتي إلى صوت معالي الوزير في تثمين الجهود الكبيرة التي قامت بها جمهورية مصر العربية الشقيقة لتحقيق هذه المصالحة ونثمن أيضاً الإسهامات الكبيرة لروسيا في هذا السياق، وفي المملكة كما كنا دائماً مستعدون لتقديم كل الدعم الذي يحتاجه الأشقاء من أجل تحقيق هذه المصالحة ومن أجل تلبية جميع حقوقهم المشروعة". وفي رد على سؤال، قال الصفدي "علاقاتنا بالمملكة العربية السعودية هي علاقات أخوية قوية استراتيجية متجذرة تتبدى تعاوناً ثنائياً وتنسيقاً وتشاوراً إزاء جميع القضايا الإقليمية". وأضاف: "المملكتان متفقتان بالمطلق على أن حل الدولتين هو السبيل لتحقيق هذا السلام العادل والشامل، متفقتان بالمطلق على مرجعيات السلام المتمثلة بالقانون الدولي ومبادرة السلام العربية التي انطلقت أساساً من المملكة العربية السعودية الشقيقة". وقال الصفدي "نحن نعمل معاً وبالتنسيق مع أصدقائنا وأشقائنا من أجل تحقيق هذا السلام، ومواقف المملكة العربية السعودية الشقيقة في ما يتعلق بإسناد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني مواقف معروفة كما هي مواقف المملكة الأردنية الهاشمية، وبالتالي كل المقاربات إزاء جهود حل الصراع مقاربات منسقة مستندة إلى المرجعيات المعتمدة وفي مقدمها إضافة للقانون الدولي كما قلت مبادرة السلام العربية". وفي رد على سؤال حول الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، قال الصفدي أن "هذه الوصاية أمانة ومسؤولية يؤديها الوصي على هذه المقدسات سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بكل ما أوتيت المملكة من إمكانات." وأضاف الصفدي أن الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية والمسيحية للمقدسات في القدس والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم أولوية للأردن. وقال الصفدي إن أهمية دور الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات دور تؤكده كل الدول العربية وقرارات الجامعة العربية وقرارات منظمة التعاون الإسلامي وقرارات الأمم المتحدة. وأضاف أن "الجميع يدرك دور هذه الوصاية، والمملكة الأردنية الهاشمية مستمرة بتوجيه ومتابعة مباشرين من جلالة الملك عبدالله الثاني، الوصي على هذه المقدسات، بالقيام بكل ما تسطيعه من جهد لحماية المقدسات وهويتها وبالتالي حماية السلام، لأن أي استفزاز أو أي اعتداء على هذه المقدسات هو استفزاز لمشاعر مئات الملايين من المسلمين والمسيحين في جميع أنحاء العالم." وفي رد على سؤال، قال الصفدي أن الأردن في العام 2018 استجاب لطلب من عدد من الدول الصديقة للسماح بمرور بضع مئات من السوريين الذين كانوا يعملون في إطار ما يسمى الخوذ البيضاء وفق اتفاق خطي تمهيدًا لإعادة توطينهم في هذه الدول انطلاقاً من مسؤولية إنسانية ومن واجب إنساني لم يتوانى الأردن أبداً عن تقديمه. وزاد "وافق الأردن على السماح بمرور بضع مئات من هؤلاء عبر الأراضي الأردنية إلى أماكن إعادة توطينهم وتم إعادة توطين معظم هؤلاء، لم يبق في الأردن سوى أقل من 50 شخص بصفة مرور وليس بصفة لاجئين ونحن على اتصال دائم مع الدول الصديقة التي كانت قد طلبت منا السماح بمرورهم من أجل إتمام عملية إعادة توطينهم في هذه الدول". وأضاف أنه لا صحة للمعلومة التي ذكرت بأن هنالك شخص عاد إلى الأردن بعد رحيله منها. وأكد أنه لا صحة للمعلومة بأن أي ممن قد كان غادر المملكة من هؤلاء عاد إليها. ونفى  الصفدي،  المعلومات المتداولة حول وجود أحد قياديي منظمة الخوذ البيضاء السورية في الأردن. وأشار الصفدي إلى أن "مواقفنا الإنسانية في المملكة واضحة يعرفها الجميع، يستضيف الأردن مليون وثلاثمئة ألف شقيقي سوري يقدم لهم كل ما يستطيعه من دعم واسناد إلى حين توفر ظروف العودة الطوعية لهم إلى بلادهم. وشدد الصفدي على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي أيضاً مسؤوليته إزاء اللاجئين، لأن عبء اللجوء مسؤولية مشتركة وليس مسؤولية الدول المستضيفة وحدها. وأضاف أنه بالنسبة للموقف السياسي إزاء الأزمة السورية فهو "إنهاء الأزمة السورية، وقف هذه الكارثة وإعادة الأمن والاستقرار لجميع المواطنين السوريين في بلد أمن مستقر لا إرهاب فيه ولا تدخل في شؤونه حتى تعود سوريا إلى الحالة الطبيعية وهي حالة الاستقرار والأمن وتوفير العيش الكريم لشعبها من أجل أيضاً أن تستعيد دورها في المنطقة". من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي "يأتي اللقاء مع معالي الوزير أيمن الصفدي اليوم للبناء على مخرجات اللقاء الأخير الذي جمع فخامة الرئيس فلاديمير بوتين وجلالة الملك عبدالله الثاني". وأكد لافروف إلى وجود "آفاق واعدة للتعاون الثنائي في أكثر من مجال مع الأردن، بما في ذلك في مجال الطاقة النووية وفي المجال الإنساني والتعليمي والتعاون العسكري والفني". وذكر لافروف "نتفق مع الأردن على عدم وجود أي بديل عن حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". وأضاف "نحن في طبيعة الحال رحبنا بعملية المصالحة بين إسرائيل وبعض الدول العربية، لكن هذا التحرك لا يجوز أن يحل محل اقامة الدولة الفلسطينية". وفيما يتعلق بالأزمة السورية، ذكر لافروف "أكدنا على ضرورة التمسك بمبدأ التسوية السياسية لجميع القضايا السورية من خلال السوريين أنفسهم، وفق المرجعيات الدولية بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي 2254". وأضاف الوزير لافروف "ناقشنا التعاون في إطار استانة ودور الأردن الفعال والأعمال التمهيدية لعقد الجلسة المقبلة المخططة في شباط الحالي". وزاد "اتفقنا على ضرورة الاستئصال النهائي لبؤر الإرهاب في سوريا لتمكيننا من تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين وإعادة إعمار سوريا". وتابع لافروف "أشرنا إلى الدور الرائد لجامعة الدول العربية في حل كل هذه المسائل المطروحة بما يحقق مصلحة الشعب السوري". وقال لافروف "ناقشنا الأوضاع في العراق وليبيا واليمن واتفقنا على ضرورة تهيئة الظروف الملائمة من قبل المجتمع الدولي لبدء المصالحة وتحسين الأوضاع في هذه الدول من خلال الحوار السياسي، وناقشنا أيضا ضرورة تفعيل الجهود المشتركة لضمان الأمن في منطقة الخليج العربي". وختم لافروف "نتطلع لتعزيز الحوار مع الأصدقاء في الأردن واكدنا أننا ننطلق في مواجهة الأزمات المختلفة من مبدأ تطابق وجهات النظر حيالها". وفي رد على سؤال حول استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ودعوة روسيا لعقد لقاء بين الرباعية الدولية وبعض الدول العربية من ضمنها الأردن لمناقشة القضية الفلسطينية، قال لافروف "نحن مقتنعون بأن هذه الخطوات لا بد أن تشهد تشجيع من قبل الرباعية الدولية وغيرها من القوى، بما في ذلك العرب". وزاد "نحن بصدد بعض التغيرات الملموسة التي من شأنها أن تؤثر على مسيرة هذه العملية واستئناف المفاوضات المباشرة"، مشيراً إلى أن من بين هذه المستجدات الانتخابات التشريعية القادمة في اسرائيل وتشكيل الحكومة الإسرائيلية واكتمال تشكيل الإدارة الأمريكية بما في ذلك الجهة المسؤولة عن القرارات في السياسة الخارجية. وأكد لافروف أنه "لا يوجد أي بديل في إطار عمل الرباعية إلا السعي لإيجاد حل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين". وأشاد بالدور الرائد لمصر في المصالحة الفلسطينية، مضيفاً بأنه للمملكة دور ملموس بهذا الاتجاه ايضا. وزاد أنه وبفضل هذه الجهود، سوف نشهد خلال صيف العام الجاري إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات في المجلس الوطني في فلسطين، مشيراً إلى أن بلاده تعتبر "هذه الخطة خطة إيجابية نحو توحيد الصفوف لجميع القوى الفلسطينية".اضافة اعلان